+A
A-

داعش يستنجد بإعلامه وهذا جمهوره المستهدف!

لم يكتف تنظيم داعش الإرهابي باستغلال انشغال العالم بأزمة فيروس كورونا المستجد لإعادة هيكله قواته عسكرياً، بل تفرغ أيضا للناحية الإعلامية.

فقد حاول التنظيم مؤخراً زيادة حضوره الإعلامي على منصات التواصل الاجتماعي مجدداً بعد انهيار إعلامه العام الماضي.

في التفاصيل، كشف مركز الإعلام الرقمي (DMC) عن تنامي وازدياد أعداد حسابات أعضاء التنظيم وأنصاره على مواقع التواصل، وخصوصاً الفيسبوك.

وجاءت هذه العودة خلال الأشهر الماضية التي رافقت أزمة جائحة كورونا وأدت إلى تأخير استجابة دعم الموقع الأزرق لطلبات حذف الحسابات.

إعلام داعش بـ3 "نكسات"

اعتمد داعش في بداية ظهوره قبل أعوام على ماكينة إعلامية، إلا أن قوة غواية التنظيم الأولى تراجعت على 3 مراحل:

الأولى، جاءت بعد مقتل أبو محمد العدناني المتحدث الرسمي باسم داعش، في 30 آب/ أغسطس 2016، حين أعلنت وكالة أعماق الإخبارية التابعة للتنظيم، مقتله أثناء مشاركته في إحدى المعارك بحلب.

ويعتبر العدناني الملهم الإعلامي لخلايا الإعلام في تنظيم داعش منذ عام 2013، وبمقتله فقد داعش قدرته على إرهاب العقول.

الثانية، بعد مقتل مسؤول الإعلام المركزي أبو محمد فرقان عادل الفياض بمدينة الرقة السورية في 7 أيلول/سبتمبر 2016.

فيما يُعتقد أن الفرقان هو مؤسس جميع الشبكات الإعلامية لتنظيم داعش ومراكزه الإعلامية التي يستخدمها لإعداد ونشر أيديولوجيته وتحقيق أهدافه الثقافية والسياسية والعسكرية.

أما الثالثة، فكانت بعد مقتل أبو الحسن المهاجر في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وهو الذراع اليمنى لزعيم التنظيم المقتول أبوبكر البغدادي والمتحدث باسم داعش.

وقتل المهاجر بضربة جوية استهدفته في قرية عين البيضا بالقرب من جرابلس، في عملية منسقة بين مخابرات قوات سوريا الديمقراطية والجيش الأميركي. كان المهاجر مسؤولا عن ما يعرف باسم ديوان الإعلام المركزي لتنظيم داعش الذي اختير ليملأ الثغرة التي تركها العدناني والفرقان. وبمقتله انتهت قدرة التنظيم على تعويض شخصية كان لها دور كبير بتحريف العقول.

إعلام داعش ما بعد كورونا

مر إعلام التنظيم في شباط/ فبراير الماضي بتحول جديد ظهر في خطابه الإعلامي.

فبعد غياب نسبي لأربعة أشهر عادت شبكات إعلام داعش للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الأكثر شيوعا والأقل أمنا.

وتمكن التنظيم مجددا من توظيف أدوات الإعلام من تصوير وإخراج فني لمقاطع فيديو جديدة وبمدة زمنية قليلة حتى يسهل تحميلها.

كما كثف التنظيم في أخباره على استهداف على جمهور المناطق التي طردت منها عناصره في العراق وسوريا، وتضمين رسائل بأبعاد عالمية، بما يتوافق مع أهداف وأفكار التنظيم.

من دولة علنية لمؤسسة سرية

حاول التنظيم بعد إعادة تشكيل ما كينته الإعلامية أن يتحدى كل من كان ضده، وركز في فيديوهاته، على إخراج وحشيته تجاه أبناء العشائر السنية، بعمليات مداهمة واغتيالات ميدانية.

وفي نيسان/ أبريل 2020، اتضح أن الماكنة الإعلامية لتنظيم داعش لا تزال تحتفظ بمكتبة ضخمة مليئة بموارد التكنولوجيا والخطب والبلاغات ووسائل التجنيد والتمويل والتدريب والتخفي والتكتيكات القتالية وصنع المتفجرات.

يذكر معلومات كانت قد تسرّبت في وقت مبكر من الثلاثاء، تفيد بأن زعيم داعش الجديد أبو إبراهيم القرشي، دخل الأراضي العراقية، مستغلاً انشغال العالم بأزمة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وبعد التسريب، أعلن الحساب الرسمي لبرنامج "مكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية جائزة بقيمة 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن الإرهابي خليفة البغدادي.