أشارت الدكتورة ايمان مطر ، اخصائية العلاج الطبيعي المتخصصة في أمراض الجهاز العضلي  الحركي ، ان اليوم الرياضي البحريني و الذي تحتفل فيه مملكة البحرين سنويا و يشارك فيه كافة افراد المجتمع بكافة مؤسساته الحكومية و الخاصة اصبح يوما وطنيا معتمدا بعد ان اصدر رئيس الوزراء توجيهاته السامية بتخصيص نصف دوام لموظفي الدولة لممارسة النشاط الرياضي تعزيزا لمفهوم الرياضة للجميع و جعلها اسلوبا ونمطا حياتيا لتعزيز الصحة العامة في المجتمع البحريني و جزءا هاما من المنظومة الشاملة لأي مجتمع.

وأكدت مطر في تصريحات لـ " البلاد " أن للرياضة دورا حيويا في كافة المجالات الصحية و الاجتماعية و الثقافية و كافة المجالات الاخرى باعتبارها من اكثر الطرق و الوسائل تأثيرا في تطور المجتمعات الرائدة  ، مبينة أن البحرين تعتبر من الدول الرائدة في وضع استراتيجيات و برامج للنهوض بالرياضة و التي تعكس رؤية القيادة الرشيدة الحكيمة في تشجيع الرياضة للجميع و عدم اقتصارها فقط علي الأفراد او على عمر معين و انما علي مستوى المجتمع بكافة فئاته و اعماره و بذلك تكون الرياضة جزءا لا يتجزأ من حياة الأفراد لتحقيق التنمية البشرية المستدامة.

وأوضحت الدكتورة مطر  ، ان الرياضة تعتبر من افضل الطرق الطبيعية للتخلص من العديد من المشكلات الصحية  فعلى الصعيد العالمي يتضح ان قلة النشاط البدني يحتل المرتبة الرابعة ضمن عوامل الأختطار الرئيسية المسببة للوفيات في حين ان ممارسة الرياضة و النشاط البدني بانتظام يقلل من احتمال الأصابة بالنوع الثاني من داء السكري بنسبة 27% ،  اذ يعمل النشاط البدني على تقليل حساسية الخلايا لهرمون الأنسولين الضروري لعملية الأستقلاب في الخلايا و تحويل الطاقة و بالتالي المحافظة على مستوى السكر في الدم  ، مشيرة أن الرياضة تقلل من احتمال الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30% ،  و تحسن من ضغط الدم و الكولسترول  ، لان النشاط البدني يعمل على زيادة استهلاك الخلايا العضلية للأكسجين مما يؤدي الى زيادة كمية الدم الذي يضخه القلب الى العضلات و بالتالي يعمل على توسعة الأوعية الدموية كما يعمل النشاط البدني على حرق السعرات الحرارية و محاربة الدهون الضارة بالجسم و يمنع تراكمها في جدران الاوعية الدموية و بالتالي يبقي الجسم على نسبة الكولسترول المفيد من خلال تحفيز البروتينات للتخلص من الكولسترول الضار عن طريق نقلها الى الكبد من الاوعية الدموية .

وكشفت الاختصاصية مطر ، ان النشاط البدني  ومزاولة الرياضة  ، اثبت علميا انه يقلل من الأصايبة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الثدي والذي تقل نسبة الأصابة به الى 21% و سرطان القولون بنسبة 25% ،  و يعمل علي الوقاية من هشاشة العظام و تقوية الجهاز العضلي في الانسان و بالتالي تحمل الصدمات و الحوادث بدرجة افضل ، بالإضافة الى أنها  تساعد على المحافظة على وزن الفرد بصورة صحية و طبيعية عن طريق حرق السعرات الحرارية الزائدة في الجسم و منع تحولها الى دهون متراكمة في الجسم و تسبب السمنة  ، و الاصابة بالإمراض المرتبطة بها اذ ان النشاط البدني يضمن بقاء الجسم قويا مفعما بالنشاط و الحركة بعيدا عن الخمول و الكسل.

وقالت  الدكتورة مطر ،  ان النشاط البدني هي وصفة مهمة و فعالة و رئيسية ضمن ما يوصي فيها اخصائي العلاج الطبيعي و الأطباء عالميا للمرضى لغرض الوصول الى حياة سليمة و صحية افضل و مما لا يخفى عن الجميع ان النشاط البدني هو نشاط حركي يبذل فيه الفرد الطاقة اثناء ممارسته النشاطات الرياضية المختلفة بالإضافة الى النشاط البدني المبذول في العمل و كافة انشطة الحياة اليومية و ان ممارسة النشاط البدني و الرياضي له  فوائد عديدة و معروفة لدى الجميع و التي تجعل الجسم حيويا و صحيا وقويا و تعمل الرياضة على خلق توازن في الوظائف الحيوية الفسيولوجية بالجسم.   

وأوضحت الدكتورة مطر ، ان النشاط البدني  يساعد الجسم على افراز مواد كيميائية تعمل على تحسين الحالة المزاجية و يساهم في تكوين طاقة بدنية ايجابية تخلق علاقة وثيقة بين الوعي الجسدي و احترام الذات و بالتالي تحسين الصورة الذاتية للفرد و الشعور بالانسجام مع الجسم مما يساهم في الصحة النفسية  و يساعد في تخفيف مشاعر الاكتئاب و القلق وينعكس ايضا على الشخصية فتصبح اكثر اتزانا و اكتمالا و بالتالي تتحسن لدى الفرد الممارس للنشاط البدني  عمليات اتخاذ القرارات و حل المشاكل و التغلب على التوترات وتتحسن قدرته على التفكير بصورة اوضح و افضل  و اداء اكثر كفاءة .