العدد 4126
الجمعة 31 يناير 2020
banner
مسرحيات خليجية ساقطة وممثلون أغبياء
الجمعة 31 يناير 2020

كانت لكتاب المسرح منذ فجر المسرح عند اليونانيين القدامى وحتى اليوم، وسواء أكانوا كتابا  للتراجيديا أو الكوميديا، كانت لهم مكانة خاصة باعتبارهم ضمير المجتمع، ولعل الكوميديا بالذات تفوق غيرها في هذا المجال، فهي دائما ومنذ عرفت في التاريخ فن النقد الاجتماعي، الناس يضحكون في الكوميديا من أخطائهم الخاصة، وكاتب الكوميديا يريد أن ينبه الناس لهذه الأخطاء كما قال موليير أشهر كتاب الكوميديا في التاريخ “إن رسالة الكوميديا هي تصوير عيوب الناس تصويرا عاما، وعيوب العصور بالذات، وهي علاج يصلح به الكاتب المجتمع”، لذلك فلا ينبغي أن ندهش من أن أنجح  کتاب الكوميديا  على مر العصور في تحقيق هدف التسلية والضحك كانوا أولئك الكتاب الذين يلتزمون بقضايا مجتمعهم وعصرهم، خذ مثلا اريستوفانيس عند اليونان ومولير في فرنسا، وبرنادشو.


لكن هذا بطبيعة الحال ليس النوع الوحيد من الكوميديا، ففي كثير من المجتمعات والظروف نشأت ما تسمى بكوميديا التسلية التي لا تهدف إلى شيء غير الإضحاك بأي ثمن، وتحقق هذه الأعمال دائما نجاحا جماهيريا لفترة من الفترات ثم سرعان ما تذوي، فلا أحد مثلا يذكر أعمال مؤلفي التسلية المعاصرين لبرناردشو والذين كانت أعمالهم تكتسح أعمال “شو” في السوق، بل ولا أحد يذكر أسماءهم، لم يكن في هذه الأعمال شيء يستحق أن يعيش أو شيء يمكن أن يعيش به المسرح لفترة طويلة، ولأن هذه الأعمال تفتقر إلى الفن فهي تلجأ لحلول بديلة مزيفة، تفتعل المواقف المضحكة من مصادفات مستحيلة ومن تبادل الإهانات و تحقير الناس على المسرح بإظهارهم في صورة البلهاء والمغفلين ليضحك الناس بأي شكل.


لقد ابتلي المسرح في الخليج بمثل هذه المسرحيات المزيفة التي تفتقر إلى الرسالة الحقيقية، وللأسف انقاد كثير من الفنانين المعروفين والكتاب إلى السقوط في حفر التهريج متصورين أنهم يقدمون مسرحا حقيقيا، والمسرح منهم بريء على الإطلاق. مسرحيات ساقطة وممثلون أقل ما يمكن أن نقول عنهم إنهم أغبياء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية