+A
A-

المديرة التنفيذية لأكاديمية محمد بن مبارك: تاريخ مشرف للدبلوماسية البحرينية.. واهتمام ملكي بالتطوير والتحديث

أكدت الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة، المديرة التنفيذية لأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية، على العناية والاهتمام الذي يوليهما حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، للعمل الدبلوماسي في مملكة البحرين، وحرص جلالته الدائم على تأهيل الكوادر الوطنية الشابة ليكونوا ممثلين لمملكة البحرين وثقافتها ودبلوماسيتها في مختلف المحافل الاقليمية والدولية، بما يملكونه من قدرات وامكانيات، كانت ولا تزال مبعث فخر واعتزاز لكل البحرين.

وأشارت الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة في حوار خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا)، إلى الاعتزاز والفخر الكبير وتكرم جلالة الملك المفدى بتحويل المعهد الدبلوماسي إلى أكاديمية وإطلاقه اسم سمو الشيخ محمد بن مبارك عليه، ليكون جزءً أساسياً من النهضة الشاملة التي تعيشها مملكة البحرين، خصوصاً في مجال العمل الدبلوماسي، والذي يوليه جلالته جل عنايته واهتمامه، وبما يتوافق مع متطلبات وزارة الخارجية في تأهيل أجيال جديدة من الدبلوماسيين البحرينيين وبأفضل المعايير العالمية في هذا المجال.

ونوهت المديرة التنفيذية لأكاديمية محمد بن مبارك، أن العمل مستمر ومتناغم مع وزارة الخارجية، وبتوجيهات معالي الشيخ خالد بن أحمد يتم وضع الخطط والبرامج التدريبية لتأهيل جيل صاعد من الدبلوماسيين. حيث تحرص الاكاديمية من خلال برامجها على تزويد منتسبيها بالمهارات النظرية والعملية التي تتناول العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، إلى جانب المهارات الكتابية واللغات المختلفة، ومتابعتهم خلال مسيرتهم في العمل الدبلوماسي.

وقالت الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة إن الاكاديمية تعد وتأهل الدبلوماسيين من خلال برامجها التأسيسية، بدءً بـ "البرنامج التأسيسي للدبلوماسيين الجدد" الذي يعمل على تزويد المقبلين على العمل في المجال الدبلوماسي بجميع المناهج الاكاديمية المطلوبة في هذا المجال، إضافة إلى المهارات الدبلوماسية. وتحرص الاكاديمية على استدامة التدريب والتطوير حتى قبل الابتعاث حيث يخضع دبلوماسيي الوزارة إلى برنامج المبتعث الدبلوماسي والذي يَعد ضمن البرامج التأسيسية ويتضمن على برامج لغوية خاصة بدول الابتعاث، وتدريب على مهارات التفاوض والتعامل مع وسائل الاعلام وغيرها من الاحتياجات الأساسية للدبلوماسيين التي تعزز من مهارات المبتعث.

مضيفةً أن جميع البرامج التطويرية التي تعمل الاكاديمية على تنفيذها حالياً، أو التي ستعمل عليها في المستقبل، ترتكز على الاحتياجات الرئيسية لوزارة الخارجية، مثل التدريب على فن الخطابة والتحليل السياسي؛ والذي يقدم لجميع مستويات الموظفين في الوزارة وغيرها من البرامج.

ونوهت الرئيس التنفيذي لأكاديمية محمد بن مبارك إلى حرص معالي الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية على خلق بيئة ثقافية من خلال استضافة شخصيات محلية وعربية ودولية مؤثرة وذات خبرة في العمل الدبلوماسي والاستفادة منها من خلال تنظيم ندوات وورش عمل، والذي سيؤدي إلى خلق جيل من الدبلوماسيين المثقفين والقادرين على التعامل مع ضغط العمل ومختلف التحديات والظروف.

وأشارت الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة إلى أن مجال العمل الدبلوماسي يتداخل مع العديد من المجالات، مثل الثقافة والتاريخ والفن، والتي تعتبرها من الأدوات الهامة والرئيسية في مجال العمل الدبلوماسي الحديث. ولذلك تحرص الاكاديمية على تنظيم برامج تعاونية مع جميع الجهات التي تتداخل في المجال الدبلوماسي.

كما أن الاكاديمية قامت حديثا بإطلاق برنامج "ضيافة"، حيث أوضحت المديرة التنفيذية لأكاديمية محمد بن مبارك أن المبادرة جاءت من خلال برنامج "فكرة" الذي اطلقه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ، ويقوم على استهداف مجموعة من الدبلوماسيين الشباب الذين يعملون في وزارات الخارجية في بلدانهم، ولهم علاقة بالمنطقة وخصوصا مملكة البحرين، حيث تقوم الاكاديمية باستضافتهم للتعرف على الثقافة البحرينية بشكل مباشر، والاطلاع على الانجازات؛ السياسية والاقتصادية والتنموية للمملكة. وتستقبل الأكاديمية حاليا وفدا ضمن هذا البرنامج حيث قام الوفد، والذي يمثل 17 دولة حول العالم، بزيارات إلى مجلس النواب ومكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزارة الإسكان ومقر الاكاديمية وعدداً من دور العبادة مثل مسجد الفاتح والكنيسة ومعبد شري كريشنا ، إضافة إلى زيارات تراثية للبيوت الشعبية والمقاهي والاماكن الأثرية، فيما يختتم البرنامج بلقاء مباشر مع معالي وزير الخارجية للحديث عن سياسية مملكة البحرين الخارجية وعلاقاتها الدولية.

? ? 

وفيما يخص  الأبحاث والدراسات التخصصية التي تعمل الاكاديمية عليها في الوقت الحالي، والتي تقع ضمن خططها، أوضحت المديرة التنفيذية أن الأكاديمية بدأت بالفعل بتنفيذ ونشر مجموعة من الأبحاث التي لها علاقة بالعمل الدبلوماسي من خلال كتيبات وأبحاث، إلى جانب استغلال التقنيات والوسائل الحديثة بإنتاج فيلم وثائقي عن تاريخ الدبلوماسية البحرينية، وكذلك المعرض الذي اقيم في متحف البحرين وملتقى الثقافة والدبلوماسية الذي سيتم اقامته بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والاثار، وسيستضيف شخصيات فكرية ومؤثرة في المجال الدبلوماسي، حيث سيتم توثيق مشاركتهم وابحاثهم ودراساتهم التي سيقدمونها في كتاب خاص.

وعن طبيعة التعاون بين أكاديمية محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية والمؤسسات العربية والدولية المشابهة، أكدت المديرة التنفيذية للأكاديمية أنه تم بالفعل التوقيع على مذكرات التفاهم مع عدد من الدول، مثل دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة وجمهورية باكستان الإسلامية.. حيث نعمل على الاستفادة الفعلية من التعاون معها وتبادل الخبرات.

مضيفة أن برنامج "ضيافة" يأتي ضمن هذا التعاون، حيث تم ارسال دعوات للمشاركة إلى الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما توج بنجاح هذا البرنامج، والاستفادة من الخبرة البحرينية المتميزة في هذا المجال.

وفي هذا المجال أيضاً، أشارت الدكتورة منيرة بنت خليفة إلى عضوية الاكاديمية في المنتدى الدولي للتدريب الدبلوماسي (IFDT)، والتي تضم جميع الاكاديميات والمعاهد والمؤسسات المعنية بالتدريب والتطوير الدبلوماسي من مختلف دول العالم، حيث يمكن الاستفادة من هذا المنتدى في تبادل الخبرات ونشر الابحاث والدراسات المختلفة في العمل الدبلوماسي، إلى جانب تعريف المنظومة الدولية بالعمل الدبلوماسي البحريني وانجازاته وآليات عمله.

وأضافت الدكتورة الشيخة منيرة إلى أن التدريب والعمل الدبلوماسي لا يعني للأكاديمية البحوث والدراسات المتخصصة فقط، وإنما يمتد ليشمل كافة الوسائل المتاحة للوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها، إلى جانب تثقيف المهتمين من غير العاملين في المجال الدبلوماسي والجمهور العام بطبيعة هذا العمل، من خلال مجموعة أنشطة تستهدف الشباب، بالدرجة الاولى، وهو ما تم تنفيذه مؤخراً في مدينة الشباب، حيث تفاجئنا بحجم الاقبال على التعرف بالأكاديمية وبالعمل الدبلوماسي، وهو ما شجعنا على دراسة طرح برامج جديدة ومتنوعة لاستهداف فئات مختلفة من المجتمع، وسيتم الإعلان عنها قريباً.

واختتمت الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة، المديرة التنفيذية لأكاديمية محمد بن مبارك للدراسات الدبلوماسية، حديثها لـ (بنا)، بالتأكيد على عراقة العمل الدبلوماسي في مملكة البحرين، والذي احتفل هذا العام بمرور 50 عاماً على انطلاقه، وقاده مجموعة من الرجال والنساء الذين نفخر بهم، ما جعله زاخراً بالتجارب والخبرات المتنوعة، وهو ما شجعنا على دراسة توثيق هذا التاريخ، سواء من خلال كتب أو أفلام أو كتيبات، حتى يكون نبراساً للأجيال القادمة، ويظهر الدور الحضاري لمملكة البحرين في هذا المجال، وهو دور كبير ونفخر به جميعاً.