+A
A-

تحذير أميركي.. فرع القاعدة بسوريا يخطط لهجمات ضد الغرب

أعرب مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيون عن قلقهم المتزايد من أحد الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، الذين يقولون إنه يخطط لشن هجمات ضد الغرب من خلال استغلال الوضع الأمني الفوضوي شمال غرب البلاد والحماية التي توفرها من غير قصد الدفاعات الجوية الروسية التي تحمي قوات النظام السوري المتحالفة مع موسكو.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بروز هذا الفرع الأخير للقاعدة في سوريا، وكذلك عمليات الفروع الأخرى لتنظيم القاعدة في غرب إفريقيا، والصومال، واليمن، وأفغانستان يؤكد وجود تهديد دائم من طرف هذه الجماعة الإرهابية رغم مقتل أسامة بن لادن وتغلّب داعش عليه إلى حد كبير في الأعوام الأخيرة.

"حرّاس الدين"

وأضافت أن فرع القاعدة الجديد، الذي أطلق عليه اسم "حراس الدين"، ظهر في أوائل العام 2018 بعدما انفصلت عدة فصائل عن فرع أكبر في سوريا.

وأشارت إلى أن هذا الفرع هو خليفة مجموعة خراسان، وهي منظمة صغيرة ولكنها خطيرة تضم نشطاء بارزين في القاعدة الذين أرسلهم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، إلى سوريا للتخطيط لشن هجمات ضد الغرب.

وتم القضاء على مجموعة خراسان بفاعلية من خلال سلسلة من الغارات الجوية الأميركية قبل بضعة أعوام. ولكن مع وجود ما يصل إلى 2000 مقاتل، بمن فيهم قادة متمرسون من الأردن ومصر، تبيّن أن مجموعة "حراس الدين" أكبر بكثير، وتعمل في المناطق التي تحميهم الدفاعات الجوية الروسية إلى حد كبير من الغارات الجوية الأميركية.

خط ساخن

تعتبر "حراس الدين" منظمة خطيرة لدرجة أن البنتاغون اتخذ، في حالة واحدة على الأقل، خطوة غير عادية باستخدام خط ساخن خاص مع القادة الروس في سوريا للسماح للجيش الأميركي بشن ضربات جوية من دون جدال ضد قادة القاعدة ومعسكرات التدريب في محافظتي حلب وإدلب في يونيو وأغسطس.

وكانت تلك هجمات نادرة غربي الخط الفاصل غير الرسمي بين القوات الأميركية إلى الشرق من نهر الفرات، والقوات الروسية والسورية غرب النهر.

وعن "الجماعة الإرهابية وأفرعها التابعة"، قال ناثان أ. سيليس، منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية الشهر الماضي: "لقد كانت القاعدة استراتيجية وصبرًا على مدار الأعوام القليلة الماضية"، مضيفا أنه "يتيح لداعش استيعاب العبء الأكبر من جهود مكافحة الإرهاب في العالم بينما يعيد بناء نفسه بصبر".

وأضاف بيتر غاب ألبيربرغ، المنسق الهولندي لمكافحة الإرهاب: "لا يزال هناك تهديد عام من تنظيم القاعدة، يتصاعد ببطء".

وكثفت إدارة ترمب أيضًا الجهود الدبلوماسية وجمع المعلومات الاستخبارية ضد حراس الدين، وصنفته وزارة الخارجية هذا الشهر كمنظمة إرهابية، وعرضت مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لكل من يدلي بمعلومات عن ثلاثة من قادة الجماعة الذين "كانوا ناشطين في القاعدة لسنوات وما زالوا موالين للظواهري".

هوية سورية

وأرادت منظمة "حراس الدين" في البداية تقديم هوية سورية، لذلك تم تعيين مواطن سوري، فاروق السوري، المعروف أيضًا باسم سمير حجازي وأبو همام الشامي، كقائد عام لها.

ووفقًا لتقديرات وزارة الخارجية والأمم المتحدة.، قاتل السوري في أفغانستان في التسعينيات، و"درب مقاتلي القاعدة في العراق، من بين أنشطة أخرى". وقد تم الإبلاغ عن مقتله سابقًا، لكن التقارير اختلفت بشأن متى وكيف مات.

أما القائد الثاني، أبو عبد الكريم المصري، المعروف أيضًا باسم كريم، هو مواطن مصري. في عام 2018، كان السيد المصري عضوًا في فريق قيادة حراس الدين وكان وسيطًا بين المجموعة وجبهة النصرة.

والمسؤول الثالث سامي العرايدي، المعروف أيضًا باسم أبو محمود الشامي، مواطن أردني. كان في السابق متورطًا في مؤامرات إرهابية ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.

وتشمل "صفوف الإرهابيين الأجانب في حراس الدين مقاتلين من آسيا الوسطى والمغرب"، وفقاً لتقييم الأمم المتحدة.