+A
A-

انقضاء دعوى احتيال بالتقادم لمرور 5 سنوات قبل إبلاغ المجني عليها

قال المحامي يوسف عبدالرحمن غنيم إن المحكمة الكبرى الجنائية الثالثة (بصفتها الاستئنافية) قضت بإلغاء عقوبة الحبس لمدة سنة واحدة، والمحكوم بها على موكله، المتهم بقضية احتيال تجاه سيدة أبلغت ضده بالاستيلاء على مبلغ 35 ألف دينار منها، ولم تقدم البلاغ ضده إلا بعد 5 سنوات على الواقعة؛ وذلك لانقضاء الدعوى بالتقادم في حق المتهم، إذ أن المقرر قانونا انقضاء الدعوى الجنائية في الجنح بعد مرور 3 سنوات وذلك من يوم وقوع الجريمة، ما لم ينص القانون على خلاف ذلك.

وأشار وكيل المستأنف إلى أن النيابة العامة كانت قد أسندت للمستأنف تهمة أنه في غضون العام 2014، توصل إلى الاستيلاء على المبلغ المالية المملوكة للمجني عليها باستعمال طرق احتيالية، وأحالته للمحكمة الصغرى الجنائية والتي قضت بحبسه لمدة سنة واحدة.

وأوضح غنيم أن المحني عليها ذكرت في بلاغها أنها تعرفت عل موكله في الفترة ما بين عامي 2013 و2014 وحصل منها على مبالغ مالية بالاحتيال بلغت 35 ألف دينار، وبالتالي فإن صحت تلك المزاعم فقد سقطت الدعوى بالتقادم المنصوص عليه في المادة (18) من قانون الإجراءات الجنائية، والتي نصت على أنه (تنقضي الدعوى الجنائية في الجنايات بمضي عشر سنين وفي الجنح ثلاث سنين وفي المخالفات بمضي سنة واحدة، وذلك من يوم وقوع الجريمة، ما لم ينص القانون على خلاف ذلك).

ولفت إلى أن حكم محكمة أول درجة دان موكله بجريمة الاحتيال بعد ادعاء المجني عليها استيلائه على مبالغ تخصها، بينما خلت أوراق الدعوى وأدلتها من إثبات واقعة استلام المستأنف لأية مبالغ مالية، فضلا عن أن أقوال المجني عليها باستيلاء المتهم على مبلغ 35000 دينار تناقضت مع نجلها، والذي ذكر أن المبلغ عبارة عن 21000 دينار وهو ما يتناقض مع أقوال والدته، مما ينقضي معه الركن المادي لجريمة الاحتيال لعدم ثبوت تسليم المال للمستأنف.

كما أن وقائع الدعوى تؤكد انتفاء ثمة مظاهر خارجية يكون قد أتاها المستأنف بغية الإيقاع بالمجني عليه حيث أكدت المجني عليها في أقوالها لدى إدارة مكافحة الجرائم الاقتصادية على أنها تعرفت على المستأنف في العام 2013 عبر برنامج تواصل اجتماعي، وبعد ذلك تطورت العلاقة بينهما، وهذا يعنى أن المجني عليها قد تعرفت على حقيقة شخصية المستأنف دون أية مظاهر خارجية أو كذب بغية الإيقاع بالمجني عليها أو الاستيلاء على أموالها، وهذا ينفي وجود ثمة أفعال مادية أو مظاهر معنوية أو ثمة كذب يكون قد أتاه المستأنف، ولم يقم بأي طرق احتيالية للحصول على الأموال.