مشهد اصطفاف المواطنين لأداء حقهم في انتخاب من يمثلهم في المجلس النيابي والمجالس البلدية أصاب من كانوا يراهنون على فشل الانتخابات في مقتل، فقد بلغت نسبة المشاركة 67 % معلنة تأييدا قويا لنظام الحياة الديمقراطي الذي يعيشه المواطنون، وإجابة صريحة لكل متعطش لأخبار المملكة، ولأنها ليست المرة الأولى التي نعايش فيها هذه التجربة إلا أنها قد تكون الأولى لبعض الوفود الإعلامية التي جاءت لتغطية مثل هذا الحدث وهي في قمة الاندهاش من مدى اليسر والتنظيم الذي رافق العملية الانتخابية خطوة بخطوة، زِد على ذلك انتشار مراكز الاقتراع في جميع أنحاء المملكة وسهولة الوصول إليها سيرًا على الأقدام أو بأية مركبة.
الجدير بالذكر أن المواطن باختياراته سطر نوعا جديدا من الميول التي وجبت دراستها، كإعطائه فرصا واسعة للمرأة في هذا المجلس أكبر بكثير من المجالس التي مرت، وكذلك انحيازه للشباب الذين جمعوا أغلب الأصوات وهو ما يُبين توجها وأملا كبيرا يقوده جيل الشباب الذي ترشح هذه المرة وباتت على عاتقه مسؤولية إثبات ذاته والدفاع عن حقوق المواطن في المقام الأول.
انتخابات 2018 سطرت نهجا جديدا في مدى وعي المواطنين تجاه حقوقهم ومن يمثلهم وهي بادرة طيبة سيتم استثمارها إذا ما أجاد المجلس النيابي والمجالس البلدية المماراسات من أجل حياة أفضل يطمح إليها المواطنون.