آن الأوان أن نعدل صورة الحقائق ونقيم الأمور على أقدامها لا على رأسها، وهي أن هناك فلولا من الخونة والعملاء ومرتادي “الدوار”، مازالوا يعيشون بيننا ويقدمون مساعدات ومعونات للإرهاب والتخريب، ومتمسكون بأجندتهم القديمة، وإذا ما تركناهم ربما يتصاعدون بشكل متدرج، وإلا ما الذي جعل مجموعة من الجمعيات السياسية المنحلة تجتمع سرا وفي هذا الوقت بالذات؟ ثم عن أي حوار وثرثرة يتحدثون ومن أعطاهم إذن التنظيم وعقد الاجتماع والذي كان حتما بنية طائفية صرفة؟ تفصلنا عن الانتخابات النيابية والبلدية فترة شهرين وربما أقل، وأضيف لما سبق، هل لهم نية دخول الانتخابات بتشكيلات جديدة وفرق مزيفة وخادعة؟ هل سيقومون بصيغ جديدة مستحدثة من الخيانة وابتكار أساليب ماكرة لضرب الوطن؟
جمعيات سياسية طائفية احترقت وبث رمادها في البحر، وطوى قصتها ومسيرتها العفنة الزمن، لماذا تحاول أن تمتص الذكريات وتصر بغباء ووقاحة على العودة إلى الساحة وتدعي أن لها قرابة ونسبا مع العمل السياسي الوطني الشريف الذي يخدم المجتمع والمسيرة الديمقراطية؟ جمعيات ارتمت في أحضان ملالي طهران وفعلت ما فعلت في المجتمع والناس “لاعت جبدنا منهم”، ما الذي تريده بهذه العنتريات الزائفة والخروج بهذا الوجه الجاف؟
إنها معادلة ملتوية ومغلوطة وجنون يقود إلى التهلكة، ومع ذلك ينبغي الحذر منهم والتصدي لغبائهم وتحركاتهم المشبوهة، فهذه الطليعة من العملاء تحافظ دوما على صلات عميقة حية بالنظام الإيراني، ومن المؤكد ستستلم مهمات وأعمالا جديدة في وقت الانتخابات، ومن غير المستبعد عودة أعمال التخريب والإرهاب في عدد من المناطق، طالما النفس الطائفي يعربد في رؤوسهم، علينا رصد ملامح تحركاتهم وتنظيماتهم والتصدي لهم بكل حزم وقوة، وتطهير المجتمع منهم، إنها مسؤولية ملقاة على عاتق جميع فئات المجتمع بعدم السماح لهؤلاء العملاء والمرتزقة بالعودة من جديد والثرثرة ورفع الشعارات والعبارات الملتوية والأكاذيب، علينا وقف هؤلاء المنافقين والمعادين للعمل الوطني الحقيقي الذين يهدفون من جديد إلى زعزعة الأمن والاستقرار في ربوع الوطن.