هناك قضية فائقة الأهمية، وهي قضية الازدحام المروري المخيف في كل شوارع مدينة عيسى التي تحولت إلى مثل في الفوضى والاختناقات المرورية، وهي تشكل اليوم قلقا متزايدا يؤرق المواطن في ظل عدم وجود حلول علمية للمشكلة، نحن لا نتحدث عن سلوكيات خاطئة من السائقين أو إشغالات الطرق، لكننا نتحدث عن شوارع تغلق بالكامل بالسيارات وتوقف السيولة المرورية وهذا يرجع في المقام الأول إلى سوء التخطيط وانعدام النظرة المستقبيلة.
شارع توبلي الممتد من مطعم “جروبي” ولغاية مأتم مدينة عيسى تتوزع على طرفيه الكثير من المحلات التجارية، وفي مساء يوم السبت توقفت الحركة المرورية فيه بالكامل بسبب الاستعداد للعام الدراسي الجديد، فمشوار 10 دقائق تحول إلى ساعة، وعند البحث سنجد أن لهذه المشكلة الأزلية الكثير من الأسباب والأوجه، أهمها أن الشارع قديم ولم يعد يستوعب الأعداد الهائلة من السيارات التي تطوف عليه يوميا، وأيضا لا يواكب الحركة العمرانية وتوسع السوق والمحلات، ففي بداية الثمانينات كان عدد المحلات على هذا الشارع لا يتعدى 10 وربما أقل، أما اليوم فالعدد بالمئات ناهيك عن المحلات الجديدة المزمع افتتاحها قريبا، كما أن الفتحات والطرق الفرعية الممتدة على هذا الشارع ضيقة جدا وتتكدس فيها سيارات القاطنين وهذا يسبب مشكلة ثانية أيضا، للأهالي والقاطنين والسائقين كذلك.
أحد المواطنين الذين يسكنون في أحد الطرق الفرعية قال لي... بيتنا ملاصق لمطعم ولك أن تتخيل معاناتنا مع توقف سيارات الزبائن أمام المطعم كل يوم، فالمدخل ضيق جدا وأية سيارة تقف أمام المطعم تغلق الطريق بالكامل، لا نعرف ماذا نفعل ولا كيف نتصرف، يبدو أننا سنعيش طوال حياتنا مع هذه المشكلة. كيف تريدون ما بني في الثمانينات أن يواكب تطور 2018؟ أين هي الأفكار التي تخرج من دراسات المهندسين والخبراء؟ لكل شيء عمر افتراضي، في السابق نمط واتجاه، واليوم نمط واتجاه جديد، لكن يبدو أن المهندسين عندنا يريدون من شوارعنا البقاء على قيد الحياة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.