العدد 3363
الجمعة 29 ديسمبر 2017
banner
لن يرشحكم أحد
الجمعة 29 ديسمبر 2017

قبل أيام، التقيت أحد المسؤولين، حيث دار الحديث معه بمواضيع عدة، قبل أن يتطرق النقاش إلى البرلمان، وعن الحراك الانتخابي المبكر الذي تشهده أغلب الدوائر، والمجالس، وساحات التغريد.

وفي لفتة مهمة منه، أبدى تذمره من “مراكض” بعض النواب على دهاليز إدارة شؤون الجنسية والجوازات والإقامة؛ لتخليص معاملات تخص ناخبي دوائرهم، متفاوتة ما بين تأشيرات السائقين، والخدم، وتجديد الإقامات، وما إلى ذلك من هذه الأمور.

وتساءل بغضب: هل هذا هو دور النائب؟ هل هذه وظيفته التي انتخب من أجلها؟ وأين هم موظفو مكتبه في أسوأ الأحوال؟ ومن يرضى بمثل هذا لنواب يمثلون شعب البحرين؟

ابتسمت وأنا أتساءل بقرارة نفسي، عن شعوره لو كان مطلعاً على أحوال البرلمان عن قرب، وعن أداء لجانه، وعن أعضائه كثيري الصراخ، والتغيب، والمشاجرات، والتشكي بأروقة النيابة، والمحاكم.

ويبدو لي -كما هو لغيري- بأن اقتراب فض عمر البرلمان الحالي، والذي نجح بأن يكون الأضعف أداء، والأقوى سخطاً، فإن نواب الانستجرام، والصحافة، والفضائيات، والمناكفة لبعضهم، يعيشون حالة استثنائية من الذعر، والقلق، والارتباك، وهم يحاولون إعادة تصحيح مسار البوصلة؛ لاستقطاب الناخبين مجدداً، ودفع المياه للعودة إلى مجاريها.

مقابل ذلك، فإن الشارع السياسي، يتفق – بالمجمل- على أن أداء المجلس الحالي، والذي يدور بفلك (النعم) و(سم وتم)، لن يكون للسواد الأعظم من أعضائه فرصة التواجد تحت قبته مرة أخرى، مهما فعلوا؛ لغياب الإنجاز، ولرفض العامة لهم. كما أن خيارات اختيار المرشح كثيرة، ومتنوعة، والناخبون أذكى من المراهنة مجدداً على من فشل بإيصال أصواتهم، وتحقيق تطلعاتهم، وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، والتي ستدفعهم لبذل المزيد من الجهود لاختيار المرشحين الأفضل، والأكفأ، والأشجع.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .