العدد 3354
الأربعاء 20 ديسمبر 2017
banner
“الفئران” تملأ السوق المركزي بالمنامة ولا رقيب
الأربعاء 20 ديسمبر 2017

من الواضح أننا نعاني من قصور في ثقافة الرقابة والوعي بمسؤولية العمل في بعض القطاعات، ولعل أهمها قطاع الأسواق، ولا أعلم ربما القضية تعود إلى تداخل المسؤوليات والاختصصات بما يؤدي إلى الإهمال الفادح الذي يهدد حياة المواطن والمقيم على حد سواء، فعلى سبيل المثال يعاني السوق المركزي بالمنامة من قصور شديد في النظافة يلمسه الزائر والمشتري يوميا، ما يجعله محلا للنقد والشكوى المريرة، فأحد الأصدقاء أخبرني أنه قبل أيام ذهب ليشتري بعض المأكولات “الماجله” من السوق المركزي من “محل عميله”، وخلال تواجده في المحل شاهد فئرانا كبيرة تتجول بين الرفوف وتحت الطاولات وعلى السلم، ولكن عصافير الدهشة حلقت فوق رأسه عندما لم ير أية ردة فعل من صاحب المحل، وعندما استفسر منه عن سبب هذا البرود وعدم الاهتمام أجابه... (شاسوي، السوق متروس فيران، الفيران في كل دكان مب بس عندي).

السوق المركزي مكان لبيع الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك، ويرتاده يوميا آلاف المواطنين والمقيمين، ويعتبر العمود الفقري في تقديم الغذاء وأحد المحركات الأساسية للاقتصاد “بالجملة والمفرد”، وتجري فيه أيضا عملية تخزين المواد الغذائية وتوفير الكميات المطلوبة للمحلات في مختلف مناطق البحرين، بمعنى أن هذا السوق يسهم في سد جانب كبير من الاحتياجات السلعية للمجتمع ويفترض أن تكون الرعاية الصحية على أعلى المستويات والرقابة لا تنام، ولابد من تزويد السوق بمركز يمكن المتخصصين من مزاولة عمليات الرقابة البيئية المتصلة بالسوق، وفي نفس الوقت يساعد على ضبط المخالفين.

الملاحظات والمشاهدات على السوق المركزي بالمنامة كثيرة، لكن عندما يتعلق الأمر بحياة المواطن وتفشي الأمراض والأوبئة وغير ذلك من الشكاوى، أتصور أن على الجهات الرسمية التحرك فورا والابتعاد عن البطء واستنفاذ الوقت الطويل في الاتصالات والفتاوى وتقاذف المسؤوليات، ففي ضوء هذه الحقائق الواقعية التي تهدد حياة آلاف المواطنين لا مكان للبيروقراطية واللوائح العقيمة وتمرير الكرة من مكتب إلى آخر لإجراءات لا لزوم لها، بل التحرك على وجه السرعة. لقد وجدت من واجبي أن أنقل هذه القضية وفي النهاية الأمر متروك للجهات الرسمية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية