العدد 3310
الإثنين 06 نوفمبر 2017
banner
لماذا كل هذا الصمت؟!
الإثنين 06 نوفمبر 2017

إنّ الحديث عن تنكر النواب لوعودهم ليس جديدا، لكن الجديد أنّ أحدهم تذّكر متأخراً جدا أنه يمثل دائرة انتخابية، وبالتالي فإن عليه واجبا تجاه أبناء دائرته! من المفارقات العجيبة أن يبقى النائب صامتا ثلاث سنوات ويصم أذنه ويغلق هاتفه طوال هذه الأعوام ثم يتذكر – ربما في حالة صحوة متأخرة – ويقدم سؤالا برلمانيا حول الخدمات المقدمة للدائرة بالمنطقة الشمالية!

لاشك أنّ النائب تعهد أمام الناخبين منذ إعلان ترشحه بالتواصل مع الأهالي ولو مرة واحدة كل شهرين، وغياب مثل هذا التواصل يعني نكثا للوعود، ترى ما المبرر الذي يمكن أن يتذرع به للقطيعة معهم كل هذه السنوات؟ ولو أنّ أحدا حشر هؤلاء في زاوية وطالبهم بدليل مقنع لصمتهم وتجاهلهم من منحوهم ثقتهم ذات يوم، فإنهم لا يملكون سوى أن يكرروا المعزوفة المستهلكة: تعهدنا بأننا سنسعى! أما ردّ الآخرين فإنهم برروا تهربهم من واجباتهم بأنّ مهمتهم تنحصر فقط تحت قبة البرلمان أي تشريع القوانين!

عندما صرخ أبناء الدائرة بالمنطقة الشمالية بأنّهم يعيشون حالة من التهميش والنسيان، وأنهم محرومون من أبسط الخدمات على مدى عقود فإنّ المحزن أنّ صرخاتهم لم تلامس أسماع النائب، وتصوروا أنهم يؤذنون في خرابة!

هل يسامحنا النائب الفاضل إذا قلنا إنّ سؤاله الذي حاول من خلاله تعزيز حضوره في ذاكرة البسطاء من أبناء الدائرة ليس سوى حيلة مكشوفة الأهداف والمقاصد، وأنّ سؤاله الذي قدمه جاء متأخرا جدا! إنّ السؤال الذّي لابدّ من طرحه هنا هو: لماذا ظل النائب يتجاهل الدعوات المتكررة لعقد لقاءات معهم رغم إلحاحهم المتكرر بل الأدهى أنه يتجاهل الرد على مكالماتهم؟ يجدر بنا أن نذّكر النائب بأنّ هناك مطالبات لا تتعلق بأمور شخصية كما قد يتبادر إلى الذهن، بل تتعلق بمنشآت رياضية معطلة منذ سنوات، كان بوسع النائب لو أراد طبعاً أن يعمل جاهدا على حلحلة القضايا المعطلة مع أصحاب القرار، ولكنه للأسف لم يفعل مفضلا الصمت والتجاهل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .