+A
A-

"النقود اللامعة".. بهجة للعيد

العيد بهجة وفرح، فهو فرصة للتواصل بين الناس ومد صلة الأرحام وتصافي للنفوس، لكن يبقى للأطفال طريقتهم الخاصة في التعبير عن السعادة، فالعيد كما يقولون للأطفال وحدهم. هم القادرون على التعبير عن فرحتهم وعيش حياتهم كما يحلو لهم.

 ولكل مكان وزمان طقوسه وخصوصيته تختلف من بلد إلى آخر، لكن الأطفال هم هم في أي مكان وزمان.. تصرفاتهم وتحركاتهم هي ذاتها.. الأمر الذي دعا الكثيرون القول: بأن ثقافات الشعوب تختلف وتتنوع، لكن ثمة ثقافة واحدة على الأرض، موحدة، هي تلك التي تخص الملائكة الصغار.

وفي البحرين جرت العادة على توزيع الحلوى والشوكولاته بهذه المناسبة، لكن يبقى للنقود وضع خاص عند جميع الأطفال على مختلف أعمارهم، فهم يقبّلون الأيادي، كعادة متوارثة، للأهل والأعمام والأخوال والجدات قد تكون للحب والتقرب، لكن يبقى الطمع في الحصول على العطايا والهبات التي تتركز في النقود الطلب الأسمى.

ولكن ليس أي نقود وعملات، فهي يجب أن تكون لامعة جديدة كأي شي في العيد، كالنفوس، الملابس، الهدايا.

وينتظر المجتمع البحريني قبيل كل عيد قيام "المصرف المركزي" بتوزيع الفئات النقدية الجديدة بمختلف فئاتها الورقية والمسكوكات على بنوك قطاع التجزئة العاملة في السوق، لتقوم بصرفها للجمهور استعدادا للعيد.

ويعتقد الجميع أن دور المصرف المركزي يقتصر على إدارة ومراقبة القطاع المالي في المملكة، لكنه بذلك يسجل بادرة وتقارب للمجتمع.

ولا أعلم إن كان هناك مؤسسات نقدية ومصارف مركزية حول العالم تقوم بهذا الفعل، إلا أنه شيء يجعل من "الصرح المالي" أقرب، ويستطيع تلمس احتياجات الناس من غير المصرفيين والمستثمرين، ولو كانت بسيطة فضلا عن قضاء احتياجات قطاعه الرئيس.

وتعوّد المركزي، منذ سنوات طوال على إصدار عملات ورقية ونقدية جديدة في الأعياد حيث يفضل الناس إعطاء نقود جديدة لامعة للأطفال.

ويصدر المصرف العملات الورقية والنقدية من كل الفئات في حين يركز عادة على فئة 100 فلس ونصف دينار ودينار كونها المفضلة عند الناس.

والبنوك من جهتها تطلب عادة هذه الطبعات كونها تفضل توفيرها لزبائنها التي عودتهم هي الأخرى على ذلك.

يقول خليل إبراهيم، وهو موظف بأحد البنوك التجارية، إن بنكه تعود قبيل العيد بأيام تجهيز العملات النقدية الجديدة واللامعة حتى يصرفها للجمهور.

وتابع "الفكرة جملية، (...) البنك لا يستفيد تجاريا من المسألة ولكنها خدمة تعودنا تقديمها للناس".

وأضاف إبراهيم "يتزاحم الزبائن قبيل كل عيد بيومين أو ثلاثة للحصول على العملات الجديدة فهي تحظى بطلب كبير".

من جهتهم يؤكد مواطنون أنهم يحرصون في كل عيد الحصول على العملات الجديدة لاسيما المسكوكات لإسعاد الأطفال، (...) تخيل الطفل عندما يحصل على مجموعة روبيات لامعة جديدة، فهي قادرة على إدخال السعادة إلى قلبه".

وأضافوا "حتى الكبار يفرحوا بالعيد، والعيديات المالية أكثر ما يفرح الأهل".

وبلغ النقد المتداول في السوق بحسب بيانات مصرف البحرين المركزي لشهر إبريل (أحدث أرقام متوافرة) حوالي 655.9 مليون دينار.

ويتوزع هذا المبلغ إلى 20 مليون دينار مسكوكات و635.9 مليون أوراق نقدية، (514.1 مليون من فئة العشرين دينارا، و70.2 مليون من فئة عشرة دنانير، و20.9 مليون فئة الخمسة دنانير، و23.1 مليون فئة الدينار، و7.6 ملايين من فئة النصف دينار).