العدد 3237
الجمعة 25 أغسطس 2017
banner
لمَ إعلام المجلس الوطني الكردي غائب؟
الجمعة 25 أغسطس 2017

يتركز دور الإعلام الكردي في غربي كردستان بالدرجة الأولى على مسألتين حساستين وجوهريتين هما (التعريف بالقضية الكردية وتوعية المجتمع)، لكن التأثير الفعال الذي يحققه أدوات الإعلام التقليدية والحديثة قد يساهم بشكل كبير في تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للمجتمع الكردي المتحزب أولاً والقومي ثانياً!!، ويساهم هذا البناء في تشكيل رؤية الأفراد أو الجماعات تجاه قضايا متنوعة، والقدرة على تحليلها واستيعابها، لاتخاذ السلوك المناسب حول حل هذه القضايا التي تحولت إلى حالة تعقيدية تعجيزية، وقد يكون تأثير الإعلام في بعض الاحيان قوياً جداً وقادراً على توجيه نمط سلوكي وثقافي واجتماعي محدد، كإعلام PYD الذي يعمل ليل نهار على توجيه المجتمع نحو مشاريع غير كردية والتي تتغير كل عام أو عامين بأسماء وشخصيات مختلفة باتت هدفها الأول من تغيير هذه المشاريع لإلهاء الشعب والمواطنين عما سيحدث في الخفاء مع الأنظمة المشبوهة من خلق فوضى وشراء معارك، وليثور ضد خصومه السياسيين ووصفهم على الشرائط والعناوين الإخبارية بصفات غير إنسانية وتوجيه اتهامات ساذجة لهم، والترويج والتلاعب بمشاعر المتلقيين بفتح علاقات الوحدة الوطنية مع العرب الملطخة أيديهم بالدم مع جبهة النصرة وداعش وغيرهم ضد الكرد، وتخوين كل كردي لا يتفق معه، والتعتيم على تجاوزاتها الأخلاقية والإنسانية وخروقاتها السياسية والمجتمعية.

أما إعلام ENK.S فيوجه المجتمع نحو تفعيل الهوية الكردية والاهتمام بالثقافة واللغة بإمكانات قليلة مخجلة هي تملك المال والطاقات. فلماذا لا تستخدمها في سبيل الدفع بدورها نحو تحقيق ما يريده مؤيدوه منه؟، ورفض فكرة الاقتتال الكردي الكردي ومحاربته، وتطوير العلاقات مع إقليم كردستان سواء بالتبعية أو التطبيع، والتمسك بمعارضة عربية أثبت فشلها وتخييب آمال السوريين، ولا تعترف بالقضية الكردية وحقوقها الشرعية ولن تعترف بها، وبالمحصلة يخرج غالبية أنصار هذين الفصيلين الكرديين مع بعض المحايدين من النمط الفكري والمجتمعي والسياسي. وما يزيد أكثر في تشويه تاريخ التيارين أو المرجعيتين لأبناء غربي كردستان هو سوء اختيار مَن يمثلهما من شخصيات مستقلة وأحزاب ومجالس سياسية في إدارة شؤون المجتمع والظهور اللائق والمسؤول على المنابر الإعلامية وممارسة الصلاحيات الممنوحة لهم في المحافل الدولية بشكل إيجابي وهادف، والقصة واضحة وليست مبهمة هل من حل يزيل عن الكرد هذا التعنت الفكري الديمقراطي والتشبيح السياسي؟ هل من إمكانية للتدارك؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية