الصورة التي قدمها سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه خلال استضافته وزراء خارجية الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب بمناسبة انعقاد الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية في مملكة البحرين، صورة واضحة تماما حينما قال: (إن دولنا الأربع قدمت الكثير من الشهداء في معركتنا ضد الإرهاب والدفاع عن أوطاننا وشعوبنا، ولا تزال دولنا وستظل في جهودها الرامية للحفاظ على المسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من أية ممارسات قد تضر بدولة أو تؤثر سلبا على شعوب المجلس أو تعرقل منجزاته ومكتسباته، والحفاظ على الأمن القومي العربي والتصدي بكل قوة وثبات لمن يحاول النيل منه).

إن “السعودية ومصر والبحرين والإمارات” طبقت القواعد السليمة في الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية وكان شغلها الشاغل محاربة الأفكار والممارسات الإرهابية والتصدي لمن يريد لها أن تكون فريسة للمؤامرات وساحة للصراعات والفوضى حتى إشعار آخر، ونستطيع أن نقول اليوم بكل فخر إن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب هي صاحبة القول الفصل، وصاحبة القوة وهي من تفرض كلمتها وتحدد التوجهات والسياسات العامة، ولها الإمكانيات المسيطرة والثقافات المهيمنة والتفوق على المستوى العسكري والاقتصادي ودافعت عن شرف الأمة بشكل مذهل وهذا هو طريقها الطبيعي لأنها دول “تعرف السنع” مهما تغيرت الأمور وتعرف كذلك كيف تواجه تحدياتها.

من جانب آخر نقول لمن يتآكل قلبه من الداخل وهو ينظر إلى نجاح الدول الأربع على مختلف الأصعدة، إن من يبني على الخراب والمؤامرات وضرب الأشقاء ودعم الإرهاب يكون بناؤه عرضة للإزالة مهما كان قويا، والإرهاب كالورم الخبيث يجب أن يجتث من جذوره قبل أن يبطش بالجسم كله مهما لجأ إلى المسكنات، والجسم الحي يرفض في النهاية الجسم الغريب مهما بلغ حجمه. العقل المدبر “للخراب العربي” لن يخرج إلا بوجه مشوه أمام العالم بتدخلاته في شؤون دولنا وسيعيش منبوذا كمن أصابه الجرب.