العدد 3195
الجمعة 14 يوليو 2017
banner
اللعبة القطرية الجديدة (1)
الجمعة 14 يوليو 2017

قد يظن البعض أن قطر انتبهت إلى خطورة اللعبة التي تمارسها إقليمياً، بعد أن تعرضت لمقاطعة من دول تعتبر الحاضنة الاستراتيجية الطبيعية للأمن الوطني القطري، ولكن هذا لم يحدث مطلقاً، وأكاد أجزم أنه لن يحدث في ظل العناد والمكابرة من دولة قطر وعدم الاعتراف بالخطأ، ناهيك عن تصحيحه والعودة للصواب.

تواصل قطر أكاذيبها التي لا تتوقف، ولكن الجديد أن الفترة الأخيرة أسقطت “ورقة التوت” عن الآلة الإعلامية القطرية فبدأ كثيرون ينتبهون إلى ما تورده من أخبار، وسقطت عنها الأقنعة التي كانت تتدثر بها زاعمة الصدق والموضوعية والاحترافية وغير ذلك من أكاذيب باطلة، بالأمس القريب نسبت وسائل الإعلام القطرية إلى المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، تصريحات تفيد بأن المدعية العامة “أعربت عن أسفها تجاه الانتهاكات في حقوق الإنسان المتصلة بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الناجمة عن الحصار”، وهو ما نفاه مكتب المسؤولة الدولية بشدة، وأكد أنها لا تعلق على القضايا السياسية، وأنه “يتوقع” من وسائل الإعلام القطرية “تصحيح” هذه التصريحات!

ربما يقوم الإعلام القطري الكاذب بتصحيح هذه التصريحات في تقارير لاحقة وبشكل ما لإرضاء المسؤولة الدولية، التي زارت الدوحة مؤخراً “زيارة خاصة” والتقت أميرها ووزير خارجيتها كنوع من البروتوكول، ولكنني على ثقة بأن التصحيح سيتم نشره في أضيق الحدود ولمجرد إرسال نسخة منه لمكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية وليس لتعريف الرأي العام بالحقائق وتصحيح الأخطاء.

احتراف مهنة الكذب وتزييف الحقائق أبرز سمة للإعلام القطري منذ تأسيس “جزيرة الشيطان” في عام 1996، ولكن كذبها لم يتم فضحه لأسباب بعضها يتعلق بمهنية الكاذبين واحترافهم ومقدرتهم على إتقان فنون الكذب والخداع وبطريقة متواصلة، وبعضها الآخر كان يتعلق في سنوات سابقة بضعف المنافسين في وسائل الإعلام العربية، التي لم تكن تستطيع جذب المشاهد العربي لمحتواها، ناهيك عن إقناعه بصدقها وطرحها للحقائق في مواجهة أكاذيب “الجزيرة”، وهكذا امتلكت هذه القناة ناصية الإعلام العربي لسنوات مضت، وهو ما تم التغلب عليه الآن بجدارة وعادت هذه القناة إلى موقعها الطبيعي في أسفل قائمة اهتمامات المشاهد العربي، بل إن إطلاق قطر قنوات تلفزيونية بديلة لها يعد اعترافاً صريحاً بانهيار مصداقيتها وفشلها التام. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .