هناك فنانات يبحثن عن التميز في مشوارهن الفني؛ لأنهن يؤمن بأن الفن رسالة سامية يستطعن من خلالها تصحيح أي اعوجاج في حياتنا الاجتماعية خصوصا عندما يقدم هذا الفن بطريقة صحيحة ومدروسة وبعيدة عن “الشو الإعلامي”.

من هؤلاء الفنانات البحرينية ريم ارحمة التي دخلت هذا المجال في منتصف التسعينات ولا تزال موجودة فيه بطريقة متزنة حتى لا تزعج جمهورها بكثرة اطلالاتها على الشاشة او خشبة المسرح.

ريم ارحمة، تحرص على اختيار الادوار القريبة من نفسها خصوصا الأدوار الانسانية التي تطرح من خلالها قضايا اجتماعية شائكة فتقدمها ريم بأسلوبها وهدوئها حتى تصل الرسالة التي تود ايصالها للمشاهدين بطريقة جميلة ليتفاعل معها الجميع.

الجمهور الخليجي عموما والكويتي خصوصا تعرف على النجمة البحرينية ريم ارحمة التي سطعت في الكويت من خلال دورها في مسلسل “ساهر الليل” حيث أبكت جميع المشاهدين بأدائها المتزن، التي عبرت فيه ريم عن الآلام التي عاشها اهل الكويت بصدق واحساس من الاحتلال العراقي الغاشم، فحفرت ريم اسمها في قلب المشاهد الكويتي الذي بات ينتظر اعمالها بشغف؛ لانها فنانة “حساسة” تقنع من يشاهدها.

وعلى مر السنوات اصبحت ريم ارحمة مطلبا لمخرجي الدراما؛ لأنها فنانة لا تبحث عن عدد الحلقات ولكن عما تقدمه في الحلقات المسندة لها، فنالت احترام الجميع من منتجين ومخرجين وحتى مشاهدين، وهذا الاحترام وضعته ريم نصب عينيها حتى تكون دائما في قمة عطائها الفني.

المتابع لمشوار البحرينية ريم ارحمة يلاحظ نضوجها الفني الكبير في دورها في مسلسل “اليوم الأسود” والذي جسدت فيه شخصية “نورة” الزوجة غير المبالية في حياتها الزوجية ولكن بعد ان أحست ان عدم المبالاة سيدفعها الثمن غاليا خصوصا بعد ان اكتشفت ان زوجها على علاقة بفتاة اخرى، اضطرت الى تغيير مسار حياتها فأصبح عدم المبالاة اهتماما لا يوصف للمحافظة على زوجها وبيتها من الضياع ولكن بعد فوات الأوان.

وبحسب موقع الانباء الكويتية، ريم ارحمة في “اليوم الأسود” لم تكن ريم التي شاهدناها في “ساق البامبو” أو أي اعمال اخرى؛ لأنها كانت تمثل من “قلبها” لتعطي الدور حقه، كانت حواراتها المكتوبة لها تظهرها بإحساس شديد؛ وذلك لشعورها بأن هناك ربما من تشاهدها لديها نفس مشكلتها فتجد في تعابير وجهها الحل لمشكلتها.

المطلوب من البحرينية ريم ارحمة بعد تميزها بدورها في “اليوم الأسود” ان تكون دقيقة في اختياراتها المقبلة حتى تبقى في نظر محبيها نجمة ساطعة في الدراما الخليجية وتبعد عنها المجاملات التي أضرتها بمشاركتها في بعض أعمالها السابقة.