+A
A-

فيروس “الفدية” يعطل تسليم البضائع بميناء خليفة

تعطلت أعمال تسليم البضائع والحاويات في ميناء خليفة بن سلمان بشكل نسبي منذ يوم الأربعاء جراء تعرض شركة أي بي أم تيرمينالز المشغلة للميناء لهجمات قرصنة إلكترونية.

وقال مخلصون إن عملية تسليم البضائع للتجار المحليين تعطلت يوم الأربعاء بشكل نهائي تقريبا، فيما تحسنت بعض الشيء يوم أمس.

وأكد وكيل شؤون الموانئ والملاحة البحرية بوزارة المواصلات والاتصالات حسان الماجد أن الوضع بدأ يتحسن، حيث تم تسليم نحو 300 حاوية يوم أمس.  ويسلم الميناء قرابة الـ 400 حاوية في الظروف الطبيعية.

وكانت أنظمة شركة أي بي أم تيرمينالز الأم تعرضت لهجوم إلكتروني عالمي، أو ما يعرف بفيروس “الفدية” في 27 يونيو 2017، نتج عنه تأثر أنظمة تكنولوجيا المعلومات في بعض المحطات التابعة لها حول العالم.

وبيَّن الماجد في اتصال مع “البلاد” أن عملية استقبال السفن وترسيتها وتنزيل البضائع وتفريغها وتخزينها لم تتأثر نهائيا، وهي تسير بشكل اعتيادي، إلا أن عملية تسليم الحاويات هي التي تضررت، (...) طبعا أثر ذلك نسبيا على عمل الميناء عموما رغم أنه يعمل بكامل طاقته.

وأوضح أن الشركة وضعت خطة طوارئ للحيلولة دون توقف العمل، فضلا عن أنها تعمل جاهدة لإنهاء المشكلة بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة مثل مايكروسوفت، (...)  تواصلنا مع الشركة الأم، وأكدت ذلك.

وتابع “نحن متفهمون للأمر ونعلم بأن المشكلة عالمية، فالقرصنة أصابت العديد من المواقع والشركات والمؤسسات والموانئ على مستوى العالم”. ويسير العمل في ميناء خليفة بن سلمان منذ يوم أمس بشكل يدوي؛ بسبب تعطل النظام الإلكتروني جراء الهجمات الفيروسية.

وأكد الماجد أن التأخير على تسليم الحاويات والبضائع لن يرتب على التجار والمستوردين أية تكاليف إضافية، داعيا إياهم إلى ضرورة تفهم الظرف والتعاون لحين إنهاء المشكلة بشكل جذري.

واستبعد الماجد إمكان تحديد موعد لإنهاء المشكلة، فهي ليست محلية، (...) لكنني أستطيع التأكيد بأن الشركة المشغلة للميناء تعمل على حلها وهناك بوادر جيدة.

وفيما إذا لحقت بالميناء أية خسائر، أكد الماجد أنه لا يوجد أيه خسائر للميناء بسبب المشكلة، خصوصا أنه يستطيع استقبال السفن وتنفيذ عمليات التنزيل والتخزين. وقالت شؤون الموانئ والملاحة البحرية بوزارة المواصلات والاتصالات في بيان أمس إن شركة أي بي أم تيرمينالز العالمية تعرضت لهجمات قرصنة إلكترونية على نطاق واسع شملت نظامها العامل في ميناء خليفة بن سلمان. وبناءً علية قامت الشركة باتخاذ جميع التدابير والإجراءات الاحترازية وتفعيل خطة الطوارئ البديلة للتعامل مع الوضع الحالي.

وأكدت أنه تم توجيه الشركة بضرورة اتخاذ الإجراءات كافة؛ لضمان استمرارية العمليات بميناء خليفة بن سلمان قدر الإمكان.

وأضافت أن الشركة قامت وبتنسيق مع شؤون الموانئ والملاحة البحرية بتشكيل فريق عمل لتسيير عمليات الموانئ بحسب الخطة البديلة وبصورة تدريجية، حيث تم التأكد من استمرارية العمل على جميع الأرصفة البحرية واستقبال السفن المحملة بالبضائع العامة وسفن الحاويات والعمل على مناولة البضائع من وإلى تلك السفن بصورة طبيعية.  وأوضحت أن الشركة تعمل حاليا بكل طاقتها لتفريغ الحاويات واستلام البضائع، حيث من المؤمل أن يتم تفريغ أكثر من 100 حاوية اليوم (أمس) داخل الميناء وتسليم 200 حاوية للسوق المحلية.  من جهته، قال المخلص فيصل رحمة إن تسليم البضائع تعطل بشكل نهائي يوم الأربعاء، إلا أنه تحرك بعض الشيء أمس، حيث تم تسليم حاويات لأصحابها.

وأوضح أن الشركة تعمل حاليا بالطريقة اليدوية، وهي غير مجدية بالسرعة والدقة المطلوبة، ولكنها الحل الأوحد حاليا على ما يبدو، مضيفا أن هناك تكدسا كبيرا بالحاويات والبضائع، وهو أمر يضر بالتجار والمستوردين.

وتابع رحمة أن الجميع متفهم لما حدث، فالمشكلة عالمية، لكن بالمقابل على الشركة تحملها. وبيَّن أن المشكلة – للأسف – جاءت بعد شهر رمضان مباشرة، حيث كان العمل بطيئا، ما يعني أن الحاويات ستتكدس بشكل كبير.

وأوضح المخلص صلاح عيسى أن التجار سيتضررون وستحلق بهم بعض الخسائر من جراء تأخير تسليم البضائع، متسائلا: هل سيتم احتساب رسوم أرضيات، وهل وكلاء الشحن سيرتبون غرامة تأخير على التجار؟”.

وتابع عيسى “لا أحد يعلم متى ستنتهي المشكلة، (...) الأربعاء والخميس تعطل العمل واليوم الجمعة عطلة بطبيعة الحال”.

وقال مصدر بشركة أي بي أم تيرمينالز -فضل عدم ذكر اسمه- إن “المشكلة عطلت النظام برمته، وهذا لا ينطبق على البحرين فحسب، وإنما على جميع الموانئ التي تشغلها الشركة حول العالم”.

وتابع “لا نعلم متى نستطيع إنهاء المشكلة، (...) الشركة الأم تحاول جاهدة بالتعاون مع متخصصين في مجال البرامج والحوسبة إيجاد حل للموضوع”.

وأوضح أن “المشكلة العظمى في ميناء خليفة أصابت تسليم الحاويات، في حين أن بقية العمليات تسير بشكل معقول”.

وأعلنت شركة APM Terminals الأم عن تعرضها لهجوم إلكتروني عالمي (فيروس بيتيا) في 27 يونيو 2017، والذي نتج عنه تأثر أنظمة تكنولوجيا المعلومات في بعض المحطات التابعة لها. وأكدت الشركة في بيان نشر على موقعها تمكنها من احتواء الأمر، والعمل على وضع خطة لاسترجاع المعلومات بالتعاون مع شركائها الرئيسيين في مجال تكنولوجيا المعلومات ووكالات عالمية في الأمن السيبراني. وأوضحت الشركة قيامها بإغلاق عدد من الأنظمة للمساعدة باحتواء المسألة، كما اتخذت تدابير وقائية لضمان استمرار العمليات.

وأضافت أنها تواصل تقييم وإدارة الوضع لتقليل تأثير الوضع الحالي على عملياتها وعملائها وشركائها. وأكدت الشركة أن خططها الموضوعة لاستمرارية الأعمال يجري تنفيذها وتحديد أولوياتها. كما ويتم تقييم التأثير الكلي للتعرض للهجوم على أعمالنا.