العدد 3159
الخميس 08 يونيو 2017
banner
المواطنة التي نريد
الخميس 08 يونيو 2017

المواطنة ليست اسما أو عنوانا يُثبت في الأوراق، وليست شهادة ميلاد تصدرها إدارة الصحة العامة، المواطنة هي ذاتية الإنسان في بلاده وانتمائه إليها، تلك الذاتية هي الشجرة الذي تمتد جذورها إلى أعماق الأرض وأصلها ثابت وفروعها الصاعدة إلى عنان السماء المتلألئة تاريخًا وتراثًا ولغةً وأصالة، المواطنة هي أصل الإنسان وحياته، هي انتماؤه إلى بلاده وكل ما يجمعه بأهلها. 

والدرس الأول من المواطنة نتعلمه في البيت الذي يجمعنا بأسرتنا، الأسرة التي تعلمنا معنى الحُب وقيمة العطاء، ونُبل الإيثار وفائدة التعاون، حزمة من القيم والمبادئ نتعلمها في أجواء الأسرة عن المواطنة، إذا تعلمنا هذه القيم وتمسكنا بالمبادئ جيدًا استطعنا تطبيقها جيدًا في المجتمع، المجتمع الذي يجب أن نعيش فيه جميعًا متساوين في كل شيء، في القانون والعمل، في تحمل المسؤولية الوطنية، نحبُ بعضنا ونتعاضد أكثر، ونعيش في أمن مجتمعي تحت ظلال التسامح والتعايش مع الآخر ونبذ كل ما يُقلل من هذا التعايش.

المواطنة التي نريد أن تكون هوية الإنسان البحريني، الهوية البحرينية العربية التي يعتز بها البحريني، وهي الثقافة التي يجب أن يتحلى بها هنا في البحرين وأينما يكون، ليكون سفيرًا حقيقيًا لبلاده ومُمثلاً حقيقيًا لشعبه. المواطنة التي نريد أن يكون البحريني شخصًا صالحًا وينتمي إلى بلاده لا أن يَعمل ضدها، وأن لا ينخرط في دوائر الشر ليُدمرها، فدكاكين الشر في الشرق والغرب تفتح أبوابها لكل الذين لا ينتمون إلى مواطنتهم، قد يوُلد هؤلاء في بلادهم ويعيشون فيها ويمتلكون أوراق هوية تثبت أنهم منها، ولكنهم قلبًا وعقلاً ينتمون إلى الآخر وإلى جغرافيا أخرى غير جغرافيا بلادهم وهويتها. 

المواطنة التي نريد أن نتعامل جميعًا كأسرة واحدة في بلادنا، فلا دينٌ يُفرقنا، ولا مذهبٌ يُشتتنا، ولا أعراقٌ تُبعدنا. المواطنة التي نريد أن نحترم هويتنا وأن نتحمل مسؤوليتنا الوطنية في الالتزام بالقانون واحترام النظام العام، وأن الجميع يقوم بدوره بقدر مسؤوليته، المواطنة التي نريد أن يكون جميع البحرينيين ضد أية تجاوزات، وأن نكون مع القانون لا ضده، وأن تكون يدنا مع يد البواسل الذين يحرسون بلادنا ويحمونها من كل شر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية