أهلا بشهر رمضان، شهر الصيام والقيام، شهر المغفرة والرضوان، فالصيام له الكثير من الأهداف واستخدمه الأطباء والحكماء قديمًا في علاج عدد من الأمراض، ومازال وسيلة أساسية لعلاج مجموعة من الأمراض التي تصيب الإنسان، وكانت الشعوب التي تصوم الأكثر صحة وقوة، وكان “ابن سينا” يعتبر الصيام العلاج الأرخص ويصفه للغني والفقير ويُعالج به أكثرية الأمراض التي تصيب الإنسان. ومازال العلماء والأطباء والباحثون في عصرنا الحاضر يتسابقون على اكتشاف الفوائد الصحية والنفسية العائدة من الصيام والدعوة إلى التمسك به. وظهرت الكثير من البحوث الطبية والصحية التي تؤكد ما للصيام من فوائد صحية كثيرة لا تُعد.
الصيام ليس فقط الامتناع عن تناول الأطعمة بقدر ما هو تطويع للنفس البشرية بالخضوع لأمر ربها بالتحلي بالصبر والتعاون والإيثار وبذل المال لمن احتاج إليه. كما أنه يُمثل محطة استراحة لمرضى السكر والقلب وآلام الصدر، وهو علاج مناسب وناجح للسمنة المفرطة وللتخلص من تراكم الشحوم في البدن التي تشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الشخص، ويُمثل أيضًا فرصة جيدة للمدخنين حيث يجد الذين يُريدون ترك التدخين في شهر رمضان أرضية مناسبة للتدريب على تركه نهائيًا.
في هذا الشهر الفضيل يتمتع الإنسان بمجموعة من الأطعمة والأشربة المُتميزة والخاصة بشهر رمضان، وعلى الإنسان تجنب كثرتها والابتعاد عن دسمها وتذوق الأفضل منها صحيًا، وعلينا جميعًا أن نعي حقيقة أهداف الصيام ونأكل ما يستفيد منه جسمنا، وعلينا أن نلتزم بمعاني وأهداف الصيام في شهر رمضان ومن هذه الآية الكريمة من كتاب الله المجيد (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) لأن الإسراف في الطعام والشراب أمر سيئ ويُسبب الأمراض ويُشوش أنظمة عمل الجسم.
وبهذه المناسبة الجليلة نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادتنا الرشيدة وشعبنا البحريني وأبناء أمتنا العربية، متمنين لهم قضاء أفضل الأوقات الإيمانية والاجتماعية والإنسانية في هذا الشهر الكريم وكل عام والجميع بخير.