هل من الممكن أن يعود بعض النواب إلى مسارهم المعتاد وهو “إغلاق هواتفهم” النقالة وهواتف مكاتبهم وعدم الرد على الناس مع اقتراب شهر رمضان المبارك والتنصل من المسؤولية خوفا من دفع ولو دينار واحد يساعدون به الفقراء والمحتاجين من أهالي دائرتهم؟ للأسف هذا المفهوم المشين طرح نفسه في بعض الدوائر بالأعوام الماضية حيث تغير اسم النائب وشكله وموقعه الجغرافي بمجرد قرب شهر رمضان، واختفى نهائيا من المشهد برمته ولم يعد يتذكر أحدا من دائرته، خصوصا الفقراء والمحتاجون الذين لا يطلبون منه صدقة وإنما تحركا مكثفا للجمعيات الخيرية، فمن الواجب عليه السؤال عن أحوالهم والاتصال بهم وتتبع معاناتهم ورفع تقارير إلى الجمعيات الخيرية لمساعدتهم بـ “المقسوم”.
لقد سمعت قصصا تبكي السماء وتطيح الجبال عن فقراء ومحتاجين يحاولون الاتصال بنائب دائرتهم من أجل التحرك وإيصال الطلبات عن طريق مكتبه إلى الجمعيات الخيرية وغيرها من الجهات ذات الشأن ولكنهم يعودون إلى بيوتهم كالطيور المجروحة، فسعادة النائب خرج ولم يعد وأضاع هاتفه في المحيط عمدا ويتمنى أن لا أحد يعرف اسمه مع اقتراب المناسبات كشهر رمضان أو العيد.
لحظة السعادة الحقيقية لأي محتاج أو فقير هي السؤال عنه، فهو من أوصلك إلى الكرسي وأعطاك كل ما تملكه من امتيازات، فكيف كنت تركض وراء صوته في ذلك الوقت واليوم هجرته وأصبحت لا تعرف المد من الجزر وأدرجت اسمه في لائحة التطنيش والنسيان؟ ولعلي لا أذهب بعيدا حين أقول إن هناك بعض النواب يتعمدون السفر خارج البحرين قبل رمضان بأيام قليلة خوفا من حصار المحتاجين مكاتبهم.
أعيد عليكم ما ذكرته... ما أتعس الإنسان عندما تغيره المادة ويتنكر لأهل “فريجه” بسبب حفنة أوراق، كيف تقبلها على نفسك أيها النائب الكريم أن يكون بيتك ومطبخك مليئا بالخيرات وأنواع الطعام وأنت تعلم أن في دائرتك بيوتا إن وجدت طعام الفطور لن تجد السحور، ومطابخها مبللة بالدموع والحسرات. كيف تقبلها على نفسك الصلاة في مسجد بعيد جدا عن دائرتك حتى لا يشاهدك أهالي الدائرة من المصلين، هذا حدث ومع كل أسف!
لأبناء دائرتك من المحتاجين رب العباد الذي لا ينسى أحدا، وأهل البحرين “أهل فزعة ونخوة” ولكن القضية هي نهر الضوء الذي جف من صدرك.