+A
A-

المسلسلات الخليجية فقدت الهوية و "الدخلاء" هم السبب

رأى الفنان والمخرج البحريني القدير جمعان الرويعي أن من أبرز عيوب الساحة الفنية في الخليج هو استسهال البعض لمهنة التمثيل، كما أنه لم تعد هناك هوية للمسلسلات بحيث أصبحت كلها متشابهة واختفت الروح الإبداعية، والأمر نفسه ينطبق على المنتجين الذين يريدون "تخليص الوقت" على حساب الجودة.

الكثير من القضايا الفنية التي تحدث فيها الرويعي مع "البلاد" في هذا اللقاء:

 

الشخصية التي مازالت عالقة في ذاكرة جمعان الرويعي؟

شخصيات كثيرة ملزالت عالقة في الذهن ولكن من الشخصيات الاهم بكل تأكيد هي شخصية سعدون، فلغاية اليوم وعندما يشاهدني الجمهور في أي مكان ينادوني بسعدون والبعض يريد جزءا ثانيا من المسلسل. كما هناك شخصية أخرى قريبة من نفسي وهي شخصية جاسم في الفيلم السينمائي "الشجرة النائمة" للمخرج محمد بوعلي؛ لانها شخصية أخذت مني وقتا طويلا للتحضير وتعايشت معها الى حد كبير حتى الى ما بعد التصوير بقيت ملتصقة بالرويعي الى درجة انني لا ارد على اي احد يناديني بإسمي الحقيقي، ولكن بمجرد ان اسمع اسم جاسم التفت بسرعة.

 

لماذا لم نعد نشاهد أعمالا قوية مثل السابق، وفي مجمل دول الخليج؟

المسألة لها ابعاد كثيرة، اولها شكل الحياة في تلك الفترة وهي بلا شك فترة تختلف كليا عن اليوم أي العام 2017، اضافة الى عجلة الانتاج، فالاعمال التي كانت تقدم في ذلك الزمان كانت تعج بالنجوم واعني في المسلسل الواحد، ولم تكن الفضائيات موجودة ولهذا كان التركيز ينصب على مشاهدة عمل بعينه من خلال التلفزيون. اما اليوم فحدث ولا حرج، تجد اعمالا كثيرة تعرض في الفضائيات ولكن الهوية اختفت وضاعت واصبحت كلها مسلسلات متشابهة ولا تستطيع التفريق بينها، ولهذا تجدني احرص شخصيا على المشاركة في مسلسل واحد فقط في شهر رمضان وليس كما يفعل الآخرون حيث تجده في هذا العمل وذاك، والامر نفسه ينطبق على المنتجين الذين يريدون "تخليص الوقت" على حساب الجودة.

لم يعد هناك اهتماما بالفن، مثل السابق واختفت الروح نهائيا، ولكن هذا لا يمنع ان هناك عددا من الاعمال المهمة ولكن ايضا تكون ناقصة بعض الشيء.

لقد ابدعت في التمثيل مثلما ابدعت في الاخراج وهي حالة ربما فريدة في الساحة... حدثنا عن هذا النجاح.؟

دعني اولا احدثك عن التمثيل. بدأت منذ اول السلم في التمثيل، وتحديدا في مسرح الطفل، ثم دخلت المسرح المدرسي وبعدها تعرفت على عبدالله السعداوي، وهنا استطيع القول انني اكتسبت شيئا جديدا، إذ سمح لي بإخراج مقطع مسرحي صغير من مسرحية "الرجال والبحر"، وقال لي: أنت ستصبح مخرجا في المستقبل يا جمعان... ولا اخفي سرا. لقد زرع في السعداوي فكرة الاخراج، ولكني لم استعجل وقتها بل واصلت دراستي في الكويت والقاهرة، وبعد التخرج قدمت كممثل الكثير من الاعمال وفي  كل عمل كنت اتابع المخرجين وطريقة تعاملهم مع الفنانين ونقاط الضعف والقوة، وبعد إلمامي بكل ذلك، قررت خوض مجال الإخراج، وحينها اتاح لي المخرج بسام الذوادي الفرصة للعمل مساعد مخرج في العام 1995، وزودني بالنصائح بحكم خبرته الطويلة وبتفاصيل وخفايا الاخراج التلفزيوني والسينمائي والاخراج عموما.

لهذا يتضح انني تأسست في مجال التمثيل بطرقة صحيحة، وكذلك في مجال الاخراج، وفي العام 2005 قبلت العمل مخرجا منفذا مع المخرج الكويتي محمد دحام الشمري، وهذه المرحلة في اعتقادي كانت جدا مهمة، إذ قضيت مع الشمري 4 سنوات قدمنا فيها اعمالا كثيرة  كنت فيها مخرجا منفذا، ثم اصبحت متفرغا تماما للاخراج وابتعدت عن التمثيل الا فيما ندر. وأول عمل اخرجته كان مسلسل بدوي بعنوان "وعد لزام" في العام 2010 بالكويت، ونال العمل رضا واستحسان الجمهور وحصد جائزة افضل عمل، وفي العام نفسه ايضا تصديت لاخراج مسلسل ثان بعنوان "ايام الفرج"، بمشاركة نجوم الكويت منهم: خالد امين وخالد البريكي والمرحوم غانم الصالح واسمهان توفيق واخرون، وبعد هذين العملين ايقنت في النهاية انني قد وصلت الى المرحلة التي استطيع التحكم في عموم العملية الانتاجية وقيادة الفريق بالكامل.

 

أبرز عيوب الساحة الفنية في الخليج؟

في مجال التمثيل، يمكن القول ان من اكبر العيوب هو استسهال البعض لهذا الفن الراقي وعدم الجدية، وهذا يظهر جليا في العديد من الاعمال التي نشاهدها. وكذلك الامر في الاخراج، بحيث هناك عيوب واضحة ومكشوفة ولا تحتاج الى جهد لمعرفتها. وعلى العموم، انا لا أعمم على الجميع، فهناك اساتذه واسماء معروفة لها مكانتها الرفيعة واحترامها وقوتها في الساحة، ولكن ما اعنيه هم الدخلاء الذين يشوهون الفن.

اما عيوب الانتاج فتتمثل في "شح" الامكانات وعدم توافرها بالشكل اللازم لإظهار عمل بالمستوى المطلوب، عكس الاعمال المصرية التي تعطى كامل حقوقها من ملابس واكسسوارات ومواقع تصوير ومساعدين مخرجيين وبقية الاختصاصات في المنظومة الفنية، وليس كما نفعل نحن، نعطي شخصا واحدا ألف مهمة.

 

بعيدا عن الفن، ما هوايتك؟

كرة القدم وركوب الخيل والسباحة  والحداق.

 

موقف مضحك تتذكرة؟

عندما كنت طالبا في القاهرة، رجعت البحرين في اجازة لمدة ٣ ايام، على ان اعود بسرعة للاختبارات، وكان موعد السفر يوم السبت والاختبارت يوم الاحد. يوم الجمعة جاءني الشباب، واخبروني بأن هناك مباراة مهمة يوم الاحد. اخبرتهم بأنني مسافر السبت، ولكنهم فوجئوا بي داخل الملعب يوم الاحد.