العدد 3072
الإثنين 13 مارس 2017
banner
ماذا بعد داعش؟
الإثنين 13 مارس 2017

يبدو أن صفحة داعش على وشك أن تطوى قبل أن تظهر لنا نسخة دموية جديدة لتستمر ماكنة الموت في الشرق الأوسط، لكن قبل أن تطوى صفحة داعش والدواعش لا بأس بالتذكير بأن تمويل داعش من نفط سوريا والعراق كان يتم بتنسيق ودراية المسؤولين العراقيين والسوريين أو عصابات النفط المرتبطة بالحكومتين العراقية والسورية على أقل تقدير، في تدمر وبادية حمص والرقة مثلا التي هي تحت سيطرة داعش مازال المشرفون على القطاع النفطي يعملون لصالح نظام الأسد ويتقاضون رواتبهم من حكومة الأسد ومشروع توينان السوري العملاق العمل فيه مستمر ومعامل تصنيع الغاز ونقله تقوم شركة روسية بإدارتها بكلفة خيالية تقدر بأكثر من عشرين مليار ليرة سورية وهي تحت حماية الدواعش أيضا حتى هذه اللحظة، والخبراء الروس والعمال المحليون يقومون بأعمالهم وكأنه لا يوجد أي شيء حولهم، وهذه معلومات نشرها المهندس السوري محمد نجيب في صحيفة نرويجية بعد أن حصل على حق اللجوء هناك.

من المؤكد أن 50 ‎%‎ من داعش سوريا من حيث تركيبتها البشرية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وهم مدربون تدريبا عاليا ويقومون بدور الحماية ويتوسعون باتجاه السيطرة وانتزاع الأرض من باقي الفصائل، وهنا أشير فقط للمعلومات المتوفرة وأترك التحليل لكم أعزائي القرّاء، وبعد هذه الحقائق المدهشة أستطيع أن أقول بثقة تامة إن داعش «كوكتيل إيراني روسي غربي» يقاد من عناصر مخابراتية استقطبت الكثير من الأغبياء والسذج لإظهار الصفة الإسلامية، وهم بعيدون عن الإسلام بعد المشرق عن المغرب، لكن السؤال الأهم هنا ماذا بعد داعش؟

أعتقد أن النسخة القادمة من داعش ستكون أكثر دموية وإجراما لكن انتشارها سيكون محددا في الدول التي تسعى إيران لإيجاد موطئ قدم فيها، إيران البعيدة عن سير عمليات الإرهاب وحرب التفجيرات منذ عقد من الزمن ستبقى الحاضنة الكبرى للإرهاب بكل أشكاله وألوانه، وستبقى رقعة الإرهاب الجغرافية تتلاءم مع مصالح إيران التوسعية، لأنه منذ تجربة الحرب مع العراق لم يعد الملالي يرغبون بخوض الحروب التقليدية، فاتجهت إيران إلى حروب الوكالة ولن تعجز جمهورية الخوف والمشانق عن إيجاد المزيد من السذج لتنفيذ مخططاتها التوسعية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .