العدد 3051
الإثنين 20 فبراير 2017
banner
خليفة بن سلمان ضمير التاريخ
الإثنين 20 فبراير 2017

الضمير أو الوجدان هو قدرة الإنسان على التمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل، وكم نحتاج في زمن انهيار القيم الذي نعيشه اليوم إلى زعيم يمتلك ضميرا يجعله يخدم العباد والبلاد بلا تمييز ولا حسابات مسبقة، إلى زعيم يعطي كل ذي حق حقه. أثناء تشرفنا بحضور المجلس الأسبوعي لسيدي الأمير الوالد خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه كنا نستمع ونتعلم ونتلمس وجدانيا ذلك الضمير العظيم لوالدنا العظيم، الأمير الحكيم لا يترك فرصة إلا ومنحنا الدروس والعبر عن الإيفاء بالوعد والعهود، يعلمنا العرفان وحفظ المعروف والاعتراف بالجميل، فكثيرا ما كان يردد على مسامعنا وكأنه يعلم جيدا أن أمة اقرأ لا تقرأ، كان يردد أن دعم المملكة العربية السعودية لبلادنا منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مستمر وثابت ويجب أن نعلم أولادنا في زمن نكران المعروف أن يصبحوا سفراء للسعودية كما هم سفراء للبحرين، فالرب واحد والبلد واحد والقيادة موحدة ومتعاضده ومتآزرة ومتكاملة، الأمير الوالد حفظه المولى العزيز القدير يشيد دوما بالعلاقات الثنائية التاريخية بين البلدين الشقيقين، مؤخرا أشاد سموه حفظه الله بمشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية الذي يحمل اسماً غالياً ومعنى سامياً وهدفاً نبيلاً يعكس مكانة البحرين في قلوب ملوك المملكة، ويترجم التعاون البحريني السعودي النموذجي الذي لو أصبح منهجا عربيا لكنا اليوم الرقم الصعب في العالم. مشروع مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية التابع لجامعة الخليج العربي الذي يقام على أرض بمساحة مليون متر مربع وهبها الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد للمشروع، يعتبر صرحا علميا وطبيا يخدم البشرية جمعاء ومن مفاخر العرب في زمن تتسابق فيه الأمم للعلوم والمعارف، كما أنه سيكون داعماً لبرامج الحكومة في الارتقاء بالأساليب العلاجية استنادا إلى قاعدة تعليمية وبحثية متطورة، هذه الإشادات والتذكير منهج العظماء، فالعرفان والإقرار بالجميل هو فعل وآلية جد بسيطة لكنها أيضا تحتاج شجاعة أدبية وضميرا حيا وهذا ما نعرفه عن سموه حفظه الله. 

مع الأسف أصبحنا نتناسى ثقافة العرفان بالجميل والإشادة بمن يساعدنا أو نتجاوزها بحكم الضغوطات اليومية والإجهاد والإرهاق أو بسبب إصابة البعض بعطب وجداني يتسبب به من يحيطنا من الناكرين للمعروف وما أكثرهم في زمننا هذا.

رسالة إلى ابني عمر...

يا ولدي تعلم من أميرنا الحكيم أن العرفان بالجميل والإشادة بالآخرين سلوك سام لا ينتهجه إلا العظماء ولا يُنْقِصُ من مكانتك وشأنك، بل هذا السلوك يكرس انفتاحا وتوازنا في شخصيتك والعرفان بمجهود الآخرين يتجسد في قدرتك على تثمين وتشجيع طاقات وقدرات الآخرين وكذا إنجازاتهم فينعكس عليهم ذلك وجدانيا وتسود المحبة والاحترام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .