العدد 3040
الخميس 09 فبراير 2017
banner
ترامب وإيران
الخميس 09 فبراير 2017

بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني مع دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، ازدادت إيران غرورا وصلفا وأطلقت العنان لأذنابها والمرتزقة التابعين لها في بلاد العرب ليعربدوا في الدول التي يعيشون على أراضيها، معتبرة أن الاتفاق بمثابة تصريح ضمني لها من قبل أميركا لكي تصول وتجول في المنطقة لتحقق حلم الهيمنة عليها.

وكان ذلك واضحا من خلال عمليات إرهابية تم تنفيذها في البحرين والسعودية واليمن بالتزامن مع تصريحات استفزازية من قبل شخصيات دينية وسياسية إيرانية ضد السعودية والبحرين.

ولكن العلاقات الدولية والتوازنات والأسس المختلفة التي تبنى عليها هذه العلاقات ليست ثابتة على الدوام، ولكنها تتغير من وقت لآخر، فهاهي القيادة الأميركية تغيرت، وذهب أوباما الذي أطلق يد إيران لتعربد في المنطقة وجاء ترامب ليعلن مواقف وسياسات عجزت الإدارة السابقة عن التعامل معها وخصوصا الموقف من إيران وسعيها الدائم لهز استقرار المنطقة.

فطوال حملته الانتخابية كان ترامب ينتقد سياسات إيران وينتقد الاتفاق النووي معها ويصف هذا الاتفاق بالاتفاق السيئ ويتهم إدارة أوباما بأنها ضيعت أموال الأميركيين على الحرب في العراق ثم تخلت عنه لإيران لتبتلعه.

ومع بداية تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وفي خضم تصريحاته التي تنتقد سياسات إيران في المنطقة، قامت إيران بتجربة صاروخها الباليستي وكأنها تتحدى القادم الجديد في البيت الأبيض، الذي أكد لهم بدوره أن كل الخيارات مطروحة على المائدة للرد على تجربة الصاروخ الباليستي، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن تجربة الصاروخ الإيراني لن تمر دون رد، وقال ترامب أيضا في تغريداته إنه على إيران أن تحترم الاتفاق السيئ (الاتفاق النووي) الذي أعطاها طوق النجاة وجعلها تستفيد بمئة وخمسين مليارا من الدولارات من أرصدتها التي كانت مجمدة في الولايات المتحدة.

فهل ستحترم إيران جيرانها وتتوقف عن هز استقرار المنطقة بالتدخل في شؤونهم، وتقبل بالرسائل الودية التي وجهتها إليها دول الخليج في أكثر من مناسبة، أم ستمضي في غيها؟
هل ستقدر إيران قيمة الرسالة التي قام وزير خارجية الكويت بتسليمها بالنيابة عن كل دول الخليج العربي، والتي تدعو إيران إلى الحوار والتعاون من أجل مصلحة الجميع، أم ستستمر في معاداة جيرانها؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .