العدد 3034
الجمعة 03 فبراير 2017
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
سيوفنا ستصدأ إن ظلت في أغمادها
الجمعة 03 فبراير 2017

 ببالغ الحزن والأسى ودعت البحرين قبل أيام، الشهيد الملازم أول هشام حسن محمد الحمادي، الذي قتل بطلق ناري في منطقة البلاد القديم، وغصت  ساحة مقبرة الحنينية ونواحيها بالمشاركين سعياً منهم لزف الشهيد إلى الجنان. في مثل هذه المواقف المشرفة يتجلى من يستحق التقدير والثناء، رجال ذهبت دماؤهم من أجل الوطن وأمنه وأمانه ونصرته، مضحين بأرواحهم فداء لعزته وشموخه، هم الذين يستحقون بجدارة أن يكونوا أهلا للتمجيد والفخر والاعتزاز.
لقد رحل شهيد الوطن، وحفر اسمه مع من سبقه على الذهب، رحل تاركاً خلفه درسا في الوطنية لمواقفه وتضحياته، كما رحل تاركاً سمعة طيبة تحكي عن دماثة خلقه وتواضعه وحبه للآخرين. استطاعت أيادي الغدر أن تطول الشهيد الحمادي، إلا أنها لن تنال من وطن يقف أمثاله صفا واحدا لحمايته وسلامة أهله وأبنائه.
بتضحياتهم ينتصر الوطن على الإرهاب، لقد رفضوا الذل والتبعية، دماء تفجرت غضباُ في وجه المعتدين على الأرض، فقط لأجل أن يحيا ونحيا بثمن أرواحهم. 

يتفاخرون بعارهم وإجرامهم لننتصر ويهزمون، تائهين مشردين هاربين من العدالة، قبلوا الذل والتبعية حتى أصبحوا بلا أمان ولا مستقبل. شباب مسيرون كالإمعة، حيث يستجيبون لأوامر قادة الإرهاب، قادة يتنعمون في ديارهم بينما يقع هؤلاء - مغسولة أدمغتهم - في شر أعمالهم.
استطاعت دماؤك أن تكشف خبث نواياهم، معرية ما يكبتون من حقد وكراهية، من شدة جبنهم نجدهم محتفلين مباركين، أما الجهات الحقوقية فلا حياة لمن تنادي، لا استنكار ولا إدانة بحق من أهدر دمه ظلماً وبهتاناً.
القانون يطال الجميع وبإذن الله لن تضيع الدماء هدراً، سنبقى في انتظار أن يطفئ خبر القصاص غليلنا وأن يحاسب كل من دبر وأعان على ارتكاب هذه الجريمة البشعة.

قلناها وسنعاود تكرارها، سيوفنا ستصدأ في أغمادها إن لم تُسل، يجب أن تُشهر حين الحاجة إليها، نملك الحق ونملك السلاح ولم يتبق غير تطبيق شرع الله بتنفيذ قصاص عادل.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .