من الآن وجب عليك يا من تنوي ترشيح نفسك لانتخابات ٢٠١٨ أن تبدأ بالتحمية والتسخين، قليلا من الرياضة الفكرية والبدنية عزيزي، فكر وابدأ وضع الخطط وتحليل الوضع العام ليضع لك غيرك برنامجا انتخابيا، صحيح أن الناخبين لن يقرأوا برنامجك، ولكن هو من اللوازم الشكلية المطلوبة، واقرأه قبل أن تطبعه وتنشره .
ابدأ من اليوم تكثيف حملات الزيارة للمجالس والتجمعات وأي مكان فيه تجمع لأكثر من خمسة أشخاص، لا مانع من زيارة المقاهي الشعبية حتى وإن لم تكن مدخنا فكثافة الدخان هناك تعكس كثافة الناخبين وغايتك تبرر وسيلتك، ولكن لا تتكلم عن الانتخابات مباشرة ولا تعلن نواياك الخفية بل حاول دائما أن تظهر جمال روحك وخفة دمك فالناس تبحث عن الشكل لا المضمون، أكثر من النكات المضحكة والسخيفة متبوعة بضحكة منك لتظهر تأثرك بها، ببساطة شديدة لا تسكت وكن بطل الجلسة، وإياك ثم إياك أن تفوت عليك صلاة الفجر تحديدا، وكل يوم في مسجد في نطاق دائرتك الانتخابية، ففي أذهان الناس هي مقياس القوي الأمين، حاول إظهار أنك مثالي جدا، وتكلم في كل شيء وأي شيء لتبرز عمق نظرتك وقراءاتك الموسوعية وأن لك في كل بستان زهرة، فالناس لم تعد تقرأ وتحب الاستماع وتنبهر بحبكة الإلقاء، وحبذا لو تمكنت من إقناع الناس أنك لا تستهدف مكافأة عضو البرلمان، حاول قدر المستطاع، بهذه الأساليب، ستملك قلوب الناس وتأسر جوارحهم، وقد يزوجك باتباع الخطوات السابقة أحد الناخبين ابنته فتضمن صوت أمها وأبيها وأسرتها.
تجارتك الانتخابية ستزدهر فحاول أن تغير (الديزاين) الخاص بك بحسب من تريد إقناعه، لأجل الانتخابات، وفقا لمن تتوقع دعمه لك من الجمعيات أو طبيعة المنطقة التي تسكن، ودس السم في العسل بأن تثير بشكل خبيث مدروس إشاعات في حنايا حديثك ضد من تتوقع منافستهم لك في الانتخابات، أجهز عليهم قبل أن يرشحوا رسميا، وأبرز سخطك من المجلس الحالي فدون ذلك لن تخلي لنفسك بين الأربعين القادمين مقعدا، وانتقد بعض الوزراء ولو بغير الحقيقة ليشاع حينها أنك الهمام الناقد وملك الاستجوابات المتوقع. ختاما عزيزي اتق الله وراقبه وكن بعيدا عن كل ما ذكرته أعلاه ترضي ربك وضميرك لنيل ثناء الناس وثقتهم .