الملهمون يمتلكون نعمة ربانية فيساهم وجودهم في تحقيق تقدم وازدهار الأمم، ومنذ وجود الحاجة إلى قائد وزعيم وهاجس القائد الملهم يراود كل الشعوب في كل الظروف، كما أن كل الشعوب من حولنا يسجل التاريخ لها قفزات نوعية في كل المجالات تحت راية القائد الملهم، وللقائد الملهم صفات كثيرة لكن أبرزها في زماننا هذا، علاقاته الوثيقة مع شعبه وقدرته على إيجاد بصمات ساحرة على من حوله وقدرته على تخيل المستقبل ثم تنفيذ ما يتخيله على أرض الواقع بشكل يخدم البلاد والعباد، وأن يكون عادلا حاسما صارما قويا طيبا مثابرا وحنونا لا يؤجل ولا يسوف، ويجب أن تكون عبقريته في الإدارة مبنية على الفهم العميق المعمق والإدارة البسيطة المبسطة، ولن يكتمل الإلهام إلا بامتلاك ذلك القائد الملهم قدرات استثنائية كمخاطبة الجماهير في كل الظروف وتحت كل أنواع الضغوط بنفس الحماس ونفس الوضوح ويخلق نفس التأثير، باختصار القائد الملهم هو رجل بأمة، طبعا في زماننا هذا أصبحت صناعة الرموز ممكننة لكن تلك الرموز لن تتحرك بعيدا عن الماكنة الإعلامية وطوابير المستشارين، وهذا يختلف عن القائد الملهم الذي يضيف لمستشاريه أكثر مما يأخذ منهم، أعتقد أن عامل ارتباط القائد الملهم بقضية يكرس نفسه لها من خلال ما يفرزه للمجتمع من أفكار وأهداف ورؤية ووسائل فعالة وإبداعية تلهم الجماهير وتحفزهم وتجعلهم ينخرطون في العمل تحت لواء هذا القائد الملهم هو ما يميز الأمير الوالد خليفة بن سلمان عن كل الملهمين الذين عاصرهم. إن العوامل المذكورة أعلاه هي التي تسهم في صناعة القائد المحفز أو الملهم للآخرين وهذه العوامل من الصعب أن تتوفر كل سنة أو عقد، نحن الذين كتب الله عز وجل لنا أن نتشرف بمقابلة سمو الأمير الوالد خليفة بن سلمان آل خليفة وننهل من خبرته وحكمته بشكل مباشر نعرف جيدا أن مفهوم سموه للقيادة الحديثة وممارساتها يتوافق مع قواعد المنافسة في العالم المعاصر، لكن سموه صاحب رؤية متفردة في تحفيز شعبنا وحثه على منافسة ذاته قبل التوجه لمنافسة الآخرين، كما أن من مميزات القائد الملهم التحليل العقلاني وعدم التأثر بما يروجه أعداء بلاده من أكاذيب وإشاعات، كانت للأمير الحكيم سياسة واضحة ومعلنة تجاه قضايا الأمة، ويحتوي تاريخ سموه السياسي تحركات باتجاه الدول الكبرى التي كانت تنظر للمنطقة بشكل قاصر على مستوى الفهم والدبلوماسية، حذر سموه من دخول المنطقة  مرحلة مظلمة بعد غزو العراق، وحذر من وصول سوريا الى ما وصلت اليه، وكانت له رؤية واضحة حول اليمن أثبت الزمان صحتها كما لعلاقة العرب مع إيران رؤية واضحة، وثقتها مقابلة سموه المهمة مع شاه إيران حيث أكد سموه أن البحرين عصية على كل أنواع التدخل وأن فيها شعبا وفيا قادرا على الدفاع عن استقلاله ومستقبله، كل من يحضر مجلس سموه الأسبوعي يعلم جيدا أن سموه كان يمنحنا جرعة أسبوعية من الأمل والإلهام. 

مقترح لوزير الإعلام

نتمنى تحويل التسجيلات التلفزيونية لصاحب السمو الملكي الأمير الوالد خليفة بن سلمان آل خليفة إلى كتب تزين المكتبة البحرينية لتكون بمثابة خارطة طريق لنا وللأجيال القادمة.