+A
A-

"إعلان أبوظبي" يعيد صياغة مفهوم حماية التراث العالمي

رفع الإرهاب من درجة تأهب العالم في تعزيز حماية التراث العالمي من التدمير والتخريب، بعد أن عاث الإرهابيون في الأرض فسادا بقتل الأرواح، وتحطيم وسرقة وبيع الآثار الإنسانية في عدة دول بسبب الصراعات الدائرة فيها.

وشهد العالم عبر مختلف وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة مشاهد مروعة في كل من سوريا والعراق وليبيا، حيث أطلق الإرهابيون معاولهم لهدم كنوز من الحضارة الإنسانية بقيت لآلأف السنين دون أن تمسها يد.

وكشفت تقارير عدة أن الإرهاب دمر وسرق وباع كل ما وقع تحت يده، مستفزا العالم ومتحديا الإنسانية. 

ونتيجة للمخاطر التي تتهدد التراث العالمي، من تدمر إلى تينبكتو مرورا بلبدة الليبية، أعلنت أكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية وخاصة في ختام مؤتمر الحفاظ على التراث الثقافي السبت، "إعلان أبوظبي" الذي أعلن التزام الدول بإنشاء صندوق لتمويل آليات لحماية الآثار في مناطق النزاع وإيجاد ملاذات آمنة لهذه الآثار المهددة.

وأكدت إيرينا بوكوفا مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، على الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات فاعلة وعملية لحماية تراث وآثار العالم المهدد بالخطر، وقالت "إن التراث الثقافي الذي يتعرض للدمار في منطقة الشرق الأوسط حاليا طالت تبعاته المجتمع الدولي، ونحن في منظمة اليونسكو بدأنا فعليا في التحرك على نطاق عالمي من أجل حماية التراث الإنساني في مناطق الصراعات".
   
وقالت بوكوفا، إن عملية حماية التراث لا تنفصل عن حماية حياة البشر، إذ لا يمكن أن ينتظر العالم أكثر من ذلك.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي استضافته عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة الجمعة والسبت "نلتزم المضي قدما لتحقيق هدفين طموحين (...) إنشاء صندوق دولي لحماية التراث الثقافي" وإنشاء "شبكة دولية من الملاذات الآمنة".
    
وأورد البيان الختامي الذي سمي "إعلان أبوظبي" حسب وكالة فرانس برس، أن الصندوق الذي لم تحدد قيمته "سيساعد في تمويل العمليات الوقائية والطارئة ومكافحة الاتجار غير المشروع في القطع الأثرية".
              
كما سيساهم الصندوق في "ترميم الممتلكات الثقافية التي لحقت بها أضرار".
              
وبالنسبة إلى "الملاذات الآمنة"، نص البيان على سعي الدول لحماية آثارها على أراضيها عبر نقلها من مكان إلى مكان أكثر أمنا، "أو في بلد مجاور إذا كان تأمينها على المستوى الوطني غير ممكن، أو في بلد آخر كملاذ أخير".
              
وأعلن البيان أنه سيتم عقد مؤتمر للمتابعة في العام 2017 لتقييم "مدى التقدم المحرز في تنفيذ المبادرات المنطلقة في أبوظبي".
              
وشارك في فعاليات المؤتمر ممثلون عن أكثر من 40 دولة، بالإضافة إلى جهات حكومية وخاصة تمثل الدول التي تعرضت كنوزها التراثية للتلف أو الفقدان جراء النزاع المسلح، والجهات المهتمة بقضايا حماية التراث الثقافي.

وحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، أكد المشاركون أن مرحلة ما بعد النزاع وتدمير الآثار ليست ظاهرة جديدة، وأن هناك تدميرا ممنهجا للمواقع الأثرية في شتى أنحاء العالم .. مشيرين إلى حجم تهريب الآثار الذي ازداد بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

وكانت رورايما أندرياني مديرة إدارة مكافحة الجريمة المنظمة والناشئة منظمة الشرطة الدولية الإنتربول، أشارت إلى أن المنظمة تولي منذ عام 1947 أولوية خاصة لحماية التراث الثقافي في خضم الأزمات السياسية والفكرية والنزاعات المسلحة التي يشهدها العالم.