يقتصر إلمام كثيرين على أن صرح الميثاق الوطني عبارة عن مبنى يضم 220 ألف اسم منحوت لمن شارك بالاستفتاء على مشروع الميثاق في العام 2001، ومدرجا رومانيا مخصصا لاحتفالات كرنفالية عامة.

ويجهل هؤلاء أن ذلك معطف المبنى فقط، أما جوهره من الداخل، تحفة فنية فريدة، وتشكِّل قاعاته سلسلة من عَقد يُمثِّل تاريخ وحضارة البحرين.

لقد جال وفد من قسم الشؤون المحلية والسياسية بصحيفة “البلاد” بمبنى الصرح (راجع عدد يوم الجمعة). وسجّل إعجابه بالمحتوى الثقافي والمعلوماتي والإبداع الفني في إبراز الصورة الحضارية للبحرين.

التجول في قاعات الصرح إبحارٌ في الشخصية البحرينية، ومبعث اعتزاز بالهوية الوطنية، والانتماء الإسلامي، وسواعد البحارة السمراء في موسم الغوص لصيد اللؤلؤ، والعمال الكادحين بالمصانع ثم بالوطن الديمقراطي الذي يتسع لجميع أبنائه في واحة البحرين.

لكل عائلة بحرينية غصن في هذا الصرح، سواء باسم من شارك في استحقاق الاستفتاء، أو لوحة فنية لفلذات الأكباد بالاحتفالات المدرسية عن الميثاق، أو صور من ذاكرة الوطن لرواد النهضة.

هذا المشروع الضخم يروي قصة البحرين، للمواطنين وزوارهم، بحاجة لاهتمام ورعاية أكثر، وذلك من خلال إتاحة زيارته للعامة، وذلك يتطلب زيادة كادر العمل بالصرح، وعدم الاكتفاء على الجهود المضاعفة للموظفين الحاليين.

تنتصب ساعة شمسية في منتصف المدرج الروماني الخارجي، لتحصي عدد ساعات الشروق البحرينية يوميا، وكذلك الصرح فإنه يروي القصة المضيئة لبلادنا، وآلة الزمن لن تتوقف عن رواية القصة الجميلة.