العدد 2940
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016
أيها النواب كفى
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016

من المؤسف أن ينشغل أعضاء المجلس النيابيّ بقضايا هامشية وفي الوقت ذاته تسبب لهم حرجا بالغاً أمام المواطنين، ولعل المسألة التي أخذت الاهتمام الأكبر لدى الجمهور وباتت مثار سخرية واستهجان هي "منع تدريس الموسيقى"، فالمواطنون كانوا ينتظرون من النواب التصدي لقضاياهم العاجلة كتحسين المستوى المعيشي وليس قضايا هامشية لا تعنيهم من قريب ولا بعيد.

الناس يتساءلون - ومعهم كل الحق - هل فرغ النواب من القضايا التي تقض مضاجعهم آناء الليل وأطراف النهار، وتمثل لهم الأولوية ليتفرغوا لمسألة هامشية كالموسيقى؟ وما الذي يرمي له هؤلاء من إثارة الموسيقى؟ وهل هذا يصب في مصلحتهم ويجسد أحلامهم؟ إنّ التقييم الموضوعيّ لأداء أعضاء المجلس النيابيّ يبين أنّهم تخلوا عن اختصاصات النائب المتمثلة في الرقابة التي تعد من صميم واجباتهم، وأصبحوا يهتمون فقط بمناقشة اختصاصات أعضاء المجالس البلدية! المجتمع على اختلاف فئاته أصيب بخيبة أمل مريرة إذ بات يشعر أنّ من تجشم ذات يوم لترشيحهم خذلوه عندما لم يقوموا بأي إنجاز يحسب. فلا يتذكر أي مواطن أنّ احدهم أسهم في تحقيق آماله بل لا يتذكر موقفاً لهم ازاء القضايا الوطنية، لكنّ الذّي يتذكره أنّ هناك من انشغل منهم بتحقيق مكاسب شخصية. وحتى في الحالات النادرة عندما يتم طرح القضايا الجادة التي تهم المواطن فإنّ المتابع يجد أنّهم لا يقومون بخطوة عملية أو متابعة حثيثة ويكتفي الأعضاء بالإثارة الإعلامية.

أعتقد أنّ إثارة موضوع منع الموسيقى لا يمكن إلاّ أن توصف بأنها تفريغ للمجلس النيابيّ من مهامه الأساسية، والبعض ذهب في تحليله الى انّ الهدف هو الاهتمام والظهور الإعلاميّ بعد أن انحسرت عنهم الأضواء. آخرون اعتبروها إشغالا للمواطنين وإلهاء لهم عوضا عن التطرق إلى ما يلامس همومهم المعيشية.

إنّ إشغال المواطنين بقضايا هامشية ليس أمرا جديدا إذ اننا نتذّكر انّ احدى الدورات السابقة شهدت سجالات من هذا القبيل عندما طالب احد النواب بمنع الحفلات الاستعراضية، حيث زعم أنها ممارسات غير إسلامية. إنّ قضايا من هذا النوع لا يمكن إدراجها ضمن الأولويات ولا هي من بين طموحات المواطن، وإشغال المجلس بهكذا قضايا حرفٌ له عن صميم أهدافه، وكان على من يمثل الشعب أن يدرك هذه الحقيقة الساطعة.

ما يثير دهشتنا أنّ الموسيقى التي يراد لها أن تُلغى من المقررات المدرسية ليست ترفا كما ذهب إليه خيال البعض، بل إنها ذات استخدات واسعة، نكتفي بما توصلت اليه الجمعية الأميركية للعلاج بالموسيقى من استخدامات شملت تحسين الحالة النفسية وعلاج القدرات العقلية وتحديد نقاط القوة والضعف للمريض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .