+A
A-

المرأة الإيرانية في ظل همجية الملالي - مقال -

الحديث عن الإصلاح والاعتدال يقود لمحاور مهمة هي: الحريات، حقوق الإنسان، حقوق المرأة.
إن ما يقال عن مرحلة إصلاح واعتدال بقيادة رئيس ملالي إيران حسن روحاني، يدفعنا لكي نبحث عن هذه المحاور في ظل هذا الحكم.
منذ أن تولى روحاني مسؤولياته كرئيس للجمهورية، فإن السجون الإيرانية اكتظت بالنزلاء الى حد أن العديد من السجون باتت تتحمل أكثر من عشرة أضعاف طاقتها القصوى، في ظل انعدام الخدمات الأساسية فيها، أما حملات الإعدامات فتضاعفت بشكل مروع وتجاوزت كل الحدود المألوفة، إلى جانب أن عقوبات قطع الأصابع والآذان والأنوف وجلد ورجم المرأة مازالت مستمرة بصورة أوسع من السابق بكثير، في حين ازدادت الحملات القمعية من أجل منع أجهزة الستلايت والصحون اللاقطة الى جانب تحديد استخدام الانترنت وتشديد الرقابة الأمنية عليه، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين هي الاصلاحات التي جاء بها روحاني وما الجديد الذي طبقه في نظام ولاية الفقيه بشأن الحريات وحقوق الإنسان حتى نثق بإصلاحه واعتداله.
في المؤتمر السنوي للمرأة الذي تقيمه المقاومة الإيرانية بصورة مستمرة، أكدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية مرارا وتكرارا وهي تسلط الأضواء على قضية حقوق المرأة في ظل مزاعم الإصلاح في عهدي خاتمي وروحاني أن التطرف الإسلامي يستمد استمراريته من مقارعة النساء حيث إذا تم نبذ مقارعة النساء من سياسات النظام سينهار نظام ولاية الفقيه.
لذلك لا يقترب لا خاتمي ولا روحاني من دائرة تخفيف الاضطهاد والقمع ضد النساء الإيرانيات لأن ذلك بمثابة بداية نهاية النظام.
النظام الإيراني كما هو واضح من كلام السيدة رجوي، هو التطرف الإسلامي بعينه، لأنه يقوم بصناعته وتصديره إلى العالم.
إن العالم كله يجب أن يعلم بأن عهود الإصلاح والاعتدال الكارتونية في إيران إن هي إلا أكذوبات وتخرصات لا وجود لها في الواقع، والأولى بالمجتمع الدولي أن يلتفت بدلا من ذلك إلى الحملة المنطلقة من أجل إحالة ملف حقوق الانسان في ظل هذا النظام البربري إلى مجلس الأمن الدولي، إذ هو الطريق والسبيل الوحيد من أجل ضمان حقوق الإنسان في إيران ووضع حد للانتهاكات والممارسات القمعية للنظام.



فلاح هادي الجنابي
“الحوار”.