العدد 2922
الجمعة 14 أكتوبر 2016
banner
أميركا بارعة في لبس نظارة الضرير!
الجمعة 14 أكتوبر 2016

لعل الصاروخ الذي أطلق على المدمرة الأميركية “ماسون” في المياه الدولية قبالة اليمن كان من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن، وسيكشف مدى تمسك أميركا بالدفاع عن مصالحها واستعدادها لتقديم المزيد والرد بقوة كما ألمحت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” على لسان جيف ديفيز.
السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي قال في بيان “إنه في حال ثبوت إطلاق الحوثيين الذين تدعمهم إيران صواريخ على المدمرة الأميركية سيتحتم على إدارة الرئيس أوباما الرد بسرعة وبشكل حاسم”، وأضاف “تجاهل الهجوم على سفينة حربية أميركية سيدعو إلى مزيد من العدوان”.
شخصيا أقول... لن يكون هناك رد أميركي على الحوثيين بأي شكل من الأشكال، وردود الفعل العنيفة من قبل الدوائر الأميركية ما هي إلا هراء ولعبة قذرة ومسرحية جديدة، فأميركا تعمل على حماية إيران والحوثيين بطريقة غير مباشرة وكل المخطط في المياه الدولية يسير بإشراف أميركي، والمعاهدات والاتفاقيات السرية لا تتوقف، ومن الغباء الاعتقاد بأن أميركا ستنتقم من إيران والحوثيين بعد هذه الحادثة.
إن السياسة التي تسير عليها الإدارة الأميركية كانت ولا تزال الضمان الوحيد لتقوية شوكة النظام الإيراني وعملائه لتنفيذ الخطة الآثمة في منطقة الخليج، أميركا هي حامية النشاط الإيراني وتنتقل من موقف الى آخر من اجل التضليل والكذب وفي الظروف الحاضرة اتجهت الى الفتن الدينية وتحركت بانسجام مع ملالي طهران خدمة لأغراضها، وأي خطاب رسمي يخرج من البيت الأبيض يندد ويشجب ويهدد مجرد ثرثرة، قصة قصيرة أو مسرحية أو شعر، والسيناتور الأميركي جراهام يبدو أنه انتهى لتوه من قراءة القصة وأعطانا مضمونها ومحتواها المضحك الذي وزعه على شكل بيان تداولته صحف ومواقع أميركية. إنهم بارعون في لبس نظارة الضرير والإمساك بعصاه وإلا هل يعقل أن مدمرة أميركية بها أحدث المعدات وأجهزة الرادار يعترضها صاروخ حوثي بهذه السهولة؟ عيون الصقر الأميركي في كل جزء من العالم فلماذا يخطئ الحوثيين بالذات؟
أميركا تعرف مصدر الصاروخ وسوف تستمر في تأييد سياسة إيران التوسعية، والإدارة الأميركية تعلم بالدور الخبيث الذي يقوم به ملالي طهران ومليشيات الحوثي وكل التصريحات والمواقف الصادرة أكذوبة، والصحافة الأميركية تركز على نشر مثل هذه السخافات والأكاذيب، وعلى مدى السنوات الماضية غصت الصحافة الأميركية بأخبار محبوكة تبث الكراهية والبغضاء بين الأمم وتحارب العرب والإسلام لنشر الفوضى والإرهاب. باختصار.. أميركا بلد الدعاية السياسية التي تستهدف العقول والمشاعر وتاريخها كله يجيب على أسئلتنا.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية