العدد 2920
الأربعاء 12 أكتوبر 2016
banner
أكبر مذبحة للسجناء السياسيين
الأربعاء 12 أكتوبر 2016

لا تزال الجرائم والمجازر التي ارتكبها ملالي قم وطهران عبر تاريخهم الدموي السافر تظهر للعلن تباعا، خصوصا بعد اتساع هوة الخلاف على إدارة شؤون البلاد والعباد في جمهورية الخوف، فكل الشعوب غير الفارسية وفي المقدمة العرب نالها من الظلم والانتهاكات الشيء الكثير، إلا أن اكتشاف أكبر مذبحة للسجناء السياسيين في تاريخ البشرية أصبح اليوم الشغل الشاغل للمجتمع الإيراني، وربما تكون المذبحة المسمار الأخير في نعش الدكتاتورية الخامنئية والخمينية. نعم أدلة جديدة لذبح أكثر من 30 ألف سجين سياسي في إيران عام 1988 صدمت المجتمع الإيراني، نعم أيها القارئ العزيز نحن نتكلم عن ثلاثين ألف سجين سياسي، لاسيما بعد ظهور شريط صوتي يوثق حوارا بين مرتكبي عمليات القتل الجماعي التعسفي في معتقلات وسجون إيران السرية والمعلنة وفي هذا التسريب الصوتي المهم الكثير والمثير من التفاصيل المروعة لواحدة من أسوأ الجرائم في التاريخ الحديث.
المسؤولون الأربعة بحسب وسائل الإعلام الإيرانية المعارضة يتبادلون الاتهامات والأدلة وتسمع أصواتهم بوضوح في الملف الصوتي لمنتظري وهو أحد القيادات المهمة والمحورية في فترة حكم الخميني، ويبدو أن المتحدثين في الملف الصوتي كانوا أعضاء «لجنة الموت» التي أصدرت الأوامر لإعدام الآلاف في العاصمة طهران وحدها وأبرز المتحدثين بعد منتظري المدعو مصطفى بور محمدي وهو وزير العدل الحالي في حكومة حسن روحاني الذي يسمى بـ «المعتدل»، والذي كان واحدا من كبار صناع القرار في إيران في  ذلك الوقت وهو أحد المشرفين على تشكيل «لجان الموت» في أكثر من 70 مدينة ايرانية، كما ان الإعلام الإيراني المعارض يشير الى ان العديد من أولئك الذين أصدروا أحكام الإعدام العرفية يحتلون مناصب رئيسية في إيران اليوم.
ووفقا للشريط الصوتي لمسؤول أمني إيراني كبير سابقا (منتظري) فإن 33700 سجين سياسي، ينتمي معظمهم إلى منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، بما في ذلك آلاف النساء، أعدموا في صيف عام 1988 بناء على أوامر من المرشد السابق خميني، حيث إنه كان قد أعلن في فتوى مفادها ان «الموجودين منهم حاليا في السجون ومازالوا متمسكين بنفاقهم يعتبرون محاربين ويحكم عليهم بالإعدام». وأضاف «أبيدوا أعداء الإسلام على الفور»، والكلام على عهدة ذوي الضحايا من منظمة مجاهدي خلق.
الملف الصوتي الذي قد يكون قد تم تسريبه في سياق صراع الأجنحة التي تريد أن تكون خلفا لخامنئي المريض أكدته منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والاتحاد الدولي لجمعيات حقوق الإنسان واعتبرت هذه المجزرة جريمة ضد الإنسانية.
الحراك السياسي للمعارضين الإيرانيين مؤخرا دفع كبار المسؤولين الإيرانيين في الآونة الأخيرة للحديث عن المذبحة على أنها قانونية، وأعلن وزير العدل في حكومة روحاني بأنه «فخور» بأنه شارك في عمليات الإعدام وأنه لن يتردد في القيام بها مرة أخرى.
هنا لابد أن نشير الى ان إيران تسجل أعلى نسبة من عمليات الإعدام في العالم بالمقارنة بعدد السكان، ففي السنوات الثلاث من رئاسة روحاني أعدم الآلاف. 
تغريدة
الأمم المتحدة ترقص على جراح العرب وبعد أن يرحل القلق مع بان كي مون ربما يأتي شخص لا تقلقه أن تراق دماؤنا، لذا لابد أن نتحد ونعلن الاتحاد الخليجي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .