العدد 2912
الثلاثاء 04 أكتوبر 2016
banner
أوباما… الأسوأ أم الأفضل
الثلاثاء 04 أكتوبر 2016

في أميركا نعم هو كذلك… لم يعد الأمر سرا أو حتى في محل الشك أو التأويل، أصبحت مراكز الدراسات والبحوث الأميركية تعلنها بلا خجل أو دبلوماسية، آخرها نتيجة استطلاع رأي أظهرت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما احتل المرتبة الأولى على لائحة أسوأ رئيس أميركي منذ الحرب العالمية الثانية، النتيجة المتوقعة والعادلة كما أعتقد كانت بحسب المسح الذي أجراه معهد الاستطلاع في جامعة كوينيبياك حيث أشار 33 % من المستطلعين الى أن أوباما أسوأ رئيس أميركي خلال الأعوام الـ 70 الماضية، مقابل 28 % للرئيس جورج دبليو بوش، كما أن الاستطلاع أفرز نتائج أخرى لا تقل اهمية عن نتيجة الأسوأ التي فاز بها أوباما بجدارة واستحقاق، حيث ذكر المعهد أن 35 % وجدوا أن الرئيس الجمهوري رونالد ريغان الذي حكم اميركا دورتين من 1981 إلى 1989 هو الأفضل منذ العام 1945، بينما اختار 18 % بيل كلينتون و15 % جون كينيدي، الاستطلاع المهم الذي لم يتوقف على مدى 69 عاما من التاريخ الأميركي و12 ولاية رئاسية وضع أوباما مع جورج دبليو بوش في أدنى سلم الشعبية، وبعيدا عن لعبة الاستطلاعات والحرب الإعلامية في أميركا التي عادة ما تشتد وتشتعل وقت الانتخابات الرئاسية الأميركية وتعتبر احد الأسلحة التنافسية المهمة والمؤثرة في الحسم الانتخابي، لكنني شخصيا لن اغوص أكثر في موضوع الاستطلاعات فهي ليست محور هذا المقال، أود طرح السؤال بطريقة أخرى، هل أوباما الأسوأ أم الأفضل؟
شخصيا اعتقد ان بداية اخطاء اوباما الكارثية كانت في الإدارة الكارثية لكارثة العراق، وضع تحت كلمة كارثة وكارثية الف خط أحمر وأزرق وأصفر وأسود، الخطأ الكارثي الذي تسبب به ثاني أسوأ رئيس في أميركا وهو بوش فتح الباب على مصراعيه امام أخطاء أوبامية أخرى لا تقل كارثية على الأقل علينا نحن العرب، لذا أعتقد أن العراق هو خطأ أوباما الأكبر، أوباما قال في مقابلات صحافية إن أكبر اخطائه في ليبيا لأنه لم يضع الخطط المنطقية لليوم الأول بعد القذافي وهو هنا أعتقد انه يكذب ويراوغ فهو يريد الهروب المؤقت من فاتورة سوريا الكبيرة، فهو احد اهم اسباب دمار سوريا، طبعا لن نتحدث عن الاتفاق النووي مع جمهورية الشر الإيرانية على انه خطأ سياسي ايضا حتى لا يتهمني القراء بالجنون، فالاتفاق النووي مؤامرة مدفوعة الثمن والأيام القادمة ستثبت ذلك، لأن كل قوانين السياسة لا يمكنها تفسير وقت وكيفية توقيع هذا الاتفاق المشبوه، ولن نتحدث عن دور أوباما المشبوه في اليمن ولعل الجواب الامثل هو انطلاق عاصفة الحزم المباركة بدون معرفته او حتى معرفة أجهزته المخابراتية وسفاراته في المنطقة، حتى زياراته المتتالية الى بورما حيث يذبح المسلمون الروهنجيا في الليل والنهار هناك على يد الجماعات البوذية المتطرفة، أو داعش البوذية عليها ألف علامة استفهام وتعجب، وفي الحديث عن داعش قد نصل إلى نتيجة أن كل ما تقدم ليس أخطاء بل خطة مرسومة بدقة نفذها أوباما وتم التسويق لتلك الخطة على أنها مجموعة اخطاء سياسية لقائد قليل الخبرة، نعم  شخصيا أعتقد ان أوباما يجيد التحايل ببراعة فهو يدرك أن إنقاذ بلاده من الأزمات العسكرية والاقتصادية الخانقة والمستعصية لا يمكن أن يتحقق إلا بحماية أمن كيان الاحتلال الصهيوني المجرم وهو ما تحقق بعد أن غرقت المنطقة في وحل الربيع الدموي المشؤوم، نعم انتهت مهمة أوباما وتم تسويقه بأنه الأسوأ، حتى يتحمل هو وحده الفاتورة الثقيلة، لكنني اعتقد انه كان الافضل في تدمير العالم العربي والإسلامي.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية