العدد 2918
الإثنين 10 أكتوبر 2016
banner
سلوكيات مرورية فادحة الخطورة
الإثنين 10 أكتوبر 2016

يرى بعض الشباب في السرعة الجنونية وسيلة للترفيه عن النفس، غير مبالين بأرواح الآخرين، شيوع السلوكيات الخاطئة واللامبالاة، بات أمراً لا يطاق لدى السائقين.
لدينا أكثر من 611 ألف مركبة وأكثر من 800 ألف رخصة قيادة، الرقم يفوق الطاقة الاستيعابية للطرق ويعكس حجم الحركة والازدحام المروري خصوصا بأوقات الذروة. العمل لا يتوقف بشؤون الطرق في “وزارة الأشغال” لإعداد الدراسات والحلول البديلة والمؤقتة إلى حين تنفيذ مشاريع الجسور والأنفاق في المناطق المزدحمة، وصولاً لإنشاء شبكات للتنقلات العامة، وترادفها جهود “المرور” لتخفيف الازدحام وضبط الالتزام بالقوانين منعاً للتجاوزات الخطرة والمخالفات المرورية.
لكن مشكلتنا في ثقافة اللامبالاة وعدم احترام حقوق الآخرين في الطرق العامة، والحل لا يكمن بتحرير المخالفات وتشديد العقوبات فحسب، وإنما ببذل جهود تثقيفية طويلة المدى لتغيير تلك السلوكيات الخاطئة المسؤولة عن حدوث الوفيات والإصابات البليغة، حيث تشكل المخالفات المرورية السبب الرئيس لوقوع الحوادث. الوقوف الخاطئ مثلاً قد يتسبب في حادث وفاة لعدم انتباه السائق، واستهتار السائقين وصل إلى وقوفهم بشكل خاطئ في الأسواق والأماكن العامة والتسبب في الازدحام وسد الطريق على بقية السواق والمارة بينما مواقف السيارات القريبة خاوية.
الانشغال بالهاتف ظاهرة منتشرة بين الكبار والشباب والبعض يصطدم بدورية الشرطة المتوقفة على الشوارع الرئيسة لانشغاله بـ “النقال”، مما حدا الجهات المعنية بوضع الخرسانات قبل الدوريات، ومازالت الحوادث تقع، ورغم كثرة الحملات التثقيفية إلا أن نسبة كبيرة من السائقين لا تكترث لخطورة هذا السلوك وتأثيره على انتباه السائق وتسببه بحوادث مميتة. ويرى بعض أولياء الأمور سياقة أبنائهم دون رخصة أمراً عادياً. آخرون يعترضون على قرار سحب رخصة المخالف، ويصفونه “بالظالم” ويهدف لتحصيل الأموال، ترى هل الأصوب تركه يقتل نفسه والآخرين!
الإحصائيات تؤكد أن أصحاب الرخص الذين تقل خبرتهم عن أربع سنوات، يتسببون بـ (40 %) من الحوادث، وآخر هذه الحوادث “حادث العرين” حيث وجد هؤلاء “الفتية” في السياقة الجنونية متنفسا لهم، لكن ما حدث كان أمراً بشعاً أنهى حياة أحدهم وتحول سبعة آخرون الى معاقين ومقطوعي الأطراف، هل كان الأمر يستحق؟!
ظاهرة تجاوز الإشارة الحمراء والسرعة الجنونية والتجاوز الخاطئ، كلها أمور تحملنا المسؤولية الاجتماعية تجاه تثقيف شبابنا في المدارس والجامعات والمساجد، وفي الطرقات الرئيسة عبر الشاشات الإلكترونية، بعرض مشاهد مؤثرة لحوادث نهايتها مؤلمة، «ويا الله نلحق».

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية