العدد 2910
الأحد 02 أكتوبر 2016
banner
مشروع “تدبير”
الأحد 02 أكتوبر 2016

أطلقت مجموعة شبابية مبادرات خيرية جديرة بالاهتمام والدعم، كمشروع “تدبير” الذي يهدف لجمع الطعام الزائد عن الحاجة وإعادة تغليفه وتوزيعه على المحتاجين، وإعادة جمع فضلات الطعام للماشية وتسميد التربة. “البلاد” التقت الفريق الشبابي الشهر الماضي، حيث أشار أعضاؤه لطموحهم بتأسيس جمعية بغرض توسيع نشاطهم إلا أنهم اصطدموا بعدة عراقيل حالت دون ذلك. المشروع جاء استجابة لتصحيح سلوكيات خاطئة وشائعة في مجتمعنا، المؤسف أنها تكلف أرباب الأسر ميزانية ضخمة دون فائدة، والظاهرة تتفاقم بشكل خطير حتى طالت الأسر الفقيرة، فالبعض يستدين ويقصر في طعامه وعلاج مرضه مقابل مظاهر اجتماعية دخلت علينا فجأة وانتشرت بسرعة البرق، حتى أصبحت عادة وضرورة. وهذا الأمر أوقعنا في فخ الإسراف والتبذير والركض الجنوني وراء مظاهر الترف والمبالغة في التباهي بيننا، ووصلنا لمرحلة احترام الأشخاص بقدر ما يسرفون، لا بقدر أخلاقياتهم، وكلها أمور مخالفة للشريعة والعقل وترفضها الفطرة السليمة.
إننا بحاجة لتشجيع تلك المبادرات والسعي لنشرها بين الشباب، لابد أن نعلم النشء الحفاظ على النعمة والبيئة، والعودة للأخلاق المحمدية، والاكتفاء بالطعام واللبس بقدر الحاجة دون إسراف وتبذير. الشباب لديهم قدرة مؤثرة على تغيير السلوكيات والأخطاء الشائعة، وعلينا جميعا ان نتعاون ونبدأ من جمعيات وأندية ومدارس وجامعات ومساجد، لابد ان نصحح المفاهيم ونبدأ التغيير من خلال طرح تلك المبادرات والمشاريع لنشر وتعزيز ثقافة التغيير للأفضل وتصحيح السلوكيات الخاطئة.
على سبيل المثال لا الحصر، مبادرة بعض الأشخاص عند تزويج بناتهم بطلب أمور بديلة عن احتفالات الزواج وتكاليفه، فهناك من طلب حفظ أجزاء من القرآن، وآخر اكتفى بتوفير الشقة، والبعض اكتفى بأداء العمرة وحفلة عائلية بسيطة دون تكليف الشاب فوق طاقته، في الوقت الذي يكون فيه بحاجة لتوفير حاجات السكن ومصاريف الحياة الأسرية. العجيب أن هؤلاء وجدوا البركة والتوفيق في حياتهم الزوجية، بينما كل من بالغ بالإسراف وسعى وراء المظاهر الكاذبة انتهت حياته الزوجية إما بالطلاق أو مشاكل مالية واجتماعية لا نهاية لها، وتلك دروس ومواعظ جديرة بالنشر بين الشباب.
وهناك مشروع مرادف للمجموعة الشبابية، أطلقوا عليه اسم “بقايا”، يهدف لتجميع فضلات الطعام من خلال وضع صناديق مقسمة الى ثلاثة اقسام والاستفادة منها لإطعام الماشية والتسميد، حيث تبين أن 50 % من النفايات كانت أطعمة يمكن إعادة استخدامها كغذاء للمواشي أو سماد للنباتات، وهنا نحقق فوائد عظيمة للفرد والمجتمع والبيئة، الى جانب نشر سلوكيات حضارية تغير حياتنا للأفضل.
نأمل أن تتوحد الجهود وتطلق مبادرات مشابهة في كل المجمعات السكنية والمحافظات، ونرجو من هيئة شؤون الإعلام احتضان تلك المبادرات والترويج لها بإنتاج أفلام قصيرة لا تتعدى دقائق ونشرها بالجامعات ومواقع التواصل الاجتماعي، وإجراء لقاءات تلفزيونية مع اصحاب المبادرات وتشجيع الجهات الرسمية والأهلية لتبنيها وإنجاحها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية