العدد 2849
الثلاثاء 02 أغسطس 2016
banner
لماذا كل هذا العنف... الإرهاب الملازم للغرب
الثلاثاء 02 أغسطس 2016

بات العالم مليئًا بالعنف والإرهاب في كل بقعة من بقاعه وبصور شتى من العنف حتى أننا صرنا نستقبل أخبار الانفجارات والتفجيرات وحوادث القتل والعمليات الانتحارية دون استغراب أو شعور بصدمة، لأننا اعتدنا عليها بصورة مكثفة وطرق وحشية خلال الأيام الأخيرة.
وكانت هذه العمليات الإرهابية محل نقاش وجدل ساخن سواء على صفحات الجرائد أو شاشات التلفاز بين المحللين والخبراء والمتخصصين الذين تباينت آراؤهم ما بين التحليلات الجادة والموضوعية وما بين الآراء المسبقة والمنحازة، ناهيك عن الآراء المتربصة بمثل هذه الأحداث لتشفي غليلها ضد الإسلام والمسلمين.
من السهل في مثل هذا الظرف الصعب صب اللعنات والشتائم على التطرف والإرهاب وعلى تنظيم داعش تحديدًا كصورة وحشية لهذا التطرف وذلك بهدف إشباع غرور الدول التي تتعرض لهجمات إرهابية دون الغوص في الأسباب الحقيقية لهذه العمليات الخارجة عن كل المبادئ والقيم الدينية والإنسانية.
كما أنه من السهل أيضًا تحميل المسؤولية الدول التي يقال إن منفذي هذه العمليات الإرهابية ينحدرون منها أو ينتمون إليها وهي في الغالب دول إسلامية حتى وإن كان هؤلاء ولدوا وترعرعوا وتعلموا في الدول الغربية التي تركز على أصول هؤلاء “الإرهابيين” عند كل عملية ارهابية رغم أنهم يعيشون في الغالب طي التجاهل والنسيان.
من خلال تتبع جزء مما كتبته الصحافة الغربية في الأيام الأخيرة يمكن القول إن هناك سيلا من التحليلات حول العمليات الإرهابية وأسبابها وطرق معالجتها، حيث إن تحليلات هادفة وغير سطحية لا تتوقف عند حد إرضاء الغرب حتى ولو كان ذلك على حساب الحقيقة، ومن ذلك ما كتبه ديفد شارياتماداري بصحيفة الجارديان البريطانية، حيث عزا تزايد ما أسماه بالعنف “الجهادي” إلى اسباب أهمها: انهيار النظام في العراق وليبيا والحرب الأهلية في سوريا، إضافة لسبب مهم آخر يتغافل عنه الكثيرون وهو زعماء الدول التي وقعت فيها تلك الهجمات أنفسهم حيث إنهم يطلقون عبارات استثنائية قد تكون مبررة في أوقات استثنائية كهذه الأوقات، لكنها تحمل مخاطر كثيرة خصوصا إذا ما اتضح أن تنظيم داعش ليس هو المسؤول عن كل هذا العنف، ملمحًا إلى أن بعض اللاعبين السياسيين ينظرون إلى هذا “الإرهاب” بأنه تكتيك في ظل افتقادهم البنية التحتية العسكرية للدولة ولأن لديهم أهدافا أكثر تطرفا من أن تتبع بالوسائل المدنية، قائلاً: “إن تكلفة إلقاء قنبلة أو شن هجوم انتحاري تكون قليلة لكن تأثير ذلك يكون كبيرا للفت الانتباه إلى القضية والإضرار بالعدو. فالإرهاب سيظل يلازم الغرب طالما هناك وسائل لقتل وتشويه الناس، لكن يمكن جعل هذ الأمر أقل احتمالا بالبقاء منفتحا وعدم الاستسلام ومن خلال استخدام القوة الناعمة بدلا من العصا الغليظة، وباستثمار الوقت والجهد في حل بعض المشاكل السياسية والبيئية والاقتصادية الموجودة التي يئن منها هذا العصر”!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية