+A
A-

أخيرًا.. ربما يُخرس “جيرو” منتقديه

مرسيليا رويترز
عندما كان اوليفييه جيرو يجلس على مقاعد بدلاء فريقه المحلي جرينوبل في 2006 كانت هنات مؤشرات قليلة على أنه سيقود منتخب بلاده أمام ألمانيا في قبل نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم بعدها بعشر سنوات.
وقال جيرو “مدربي قال لي وقتها: ليس لديك القدرة على اللعب في دوري القسم الثاني ناهيك عن القسم الأول. لم يفعلوا شيئا لتعزيز نقاط قوتي ولم أنل الثقة. والأمر آلمني كثيرا.”
لكن هذا التعليق هو ما صنع جيرو الذي نراه اليوم. ومع تضاؤل فرصه اضطر للتراجع خطوة للخلف وانضم إلى أحد أندية الدرجة الثالثة. وسجل 14 هدفا في 33 مباراة ليعود إلى القسم الثاني.
ومنذ ذلك الحين لم ينظر للوراء. وإحصائياته مع الأندية التي لعب لها منذ 2008 سواء في تور أو مونبلييه -الذي فاز معه بلقب دوري الدرجة الأولى الفرنسي وكان هدافا للمسابقة موسم 2011-2012 - أو ارسنال يحسده الكثير من المهاجمين عليها.
ومعدل أهدافه يصل الى هدف واحد تقريبا في كل مباراتين وهو نفس معدله مع المنتخب الفرنسي. ورفع جيرو بهدفيه في مرمى أيسلندا في دور الثمانية لبطولة أوروبا يوم الأحد الماضي أهدافه الدولية إلى 20 في 53 مباراة بينها تسعة في اخر عشر مباريات بدأها أساسيا.
وعندما يبدأ جيرو المباراة تفوز فرنسا بنسبة 70 بالمئة مقارنة بأقل من النصف في حال عدم مشاركته أساسيا.
ورغم هذه الاحصاءات إلا أن بعض العروض المتواضعة وافتقاره للحسم في بعض الأحيان جعله يبدو غير مقنع على مستوى النادي والمنتخب.
ففي ارسنال يطالب النقاد والجماهير مرارا وتكرارا المدرب ارسين فينجر باستبداله. وغيابه عن التسجيل في 15 مباراة هذا الموسم لم يساعده على إثبات وجوده رغم أنه سجل 24 هدفا مع ناديه بنهاية الموسم وهو أفضل أرقامه على الإطلاق في موسم واحد.
وقال تييري هنري الهداف التاريخي لفرنسا “أعتقد أن أوليفييه جيرو يقدم ما يكفي لكن هل يمكنه حسم اللقب لارسنال؟ لا اعتقد ذلك. ارسنال بحاجة لمهاجم من طراز عالمي لاستعاد اللقب.”
وقبل نحو شهر تقريبا أطلقت جماهير فرنسا صيحات الاستهجان ضد جيرو رغم تسجيله في مرمى الكاميرون وحث خبراء المدرب ديدييه ديشان على استدعاء الموقوف كريم بنزيمة الذي يسعد معظم منتخبات العالم أن يكون ضمن تشكيلتها.
وأثبت جيرو (29 عاما) أن من انتقده كان مخطئا فكل مرة يتعرض لانتقادات يعود ويثبت جدارته من جديد.
وقال لوران كوسيلني صديق جيرو المقرب الذي لعب معه في تور والآن في ارسنال “سواء كان في ارسنال أو مع المنتخب دائما ما يواجه بصيحات الاستهجان لكنه لم يسمح لنفسه أن يسقط أبدا. فهو أفضل من يواجه الصعوبات. فهو على المستوى الذهني قوي للغاية.”
واقترنت قوته مع مهارات فنية والقدرة على اللعب بروح الفريق وهو نوع من المهاجمين كان قد اختفى من الكرة الحديثة ما جعل جيرو شخصية غير عادية.
وتمنح لمساته الساحرة الفرصة للاعبين مهرة للدخول في المباراة. وفي ارسنال لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل هو المستفيد الأول من لمسات جيرو.
وتعلم ديشان من ذلك. فخلال الخسارة أمام ألمانيا في دور الثمانية لكأس العالم 2014 فضل مدرب فرنسا الدفع ببنزيمة بدلا من جيرو الذي لعب دورا محوريا في المباريات السابقة. وكانت المواجهة بحاجة لموهبة اكبر من بنزيمة الذي لا يتسم بنكران الذات وهو ما جعل فرنسا بلا أنياب أمام ألمانيا.
ومع وجود جيرو الآن كمهاجم رئيسي بلا جدال بات ديشان قادرا على تطوير الهجوم وشراكته الناجحة مع أنطوان جريزمان مثل أوزيل في ارسنال بعيدا عن قوتهما على الصعيد الجماعي.
ولو نجح جيرو في هز شباك ألمانيا اليوم الخميس كما فعل في اخر مباراتين أمام أبطال العالم وساعد الدولة المضيفة في الوصول إلى ثالث نهائي على ارضها ربما أخيرا يمكنه أن يخرس منتقديه.