+A
A-

حبيب غلوم: أحمد المقلة مخرج متميز ودقيق

حقق مسلسل “خيانة وطن” الإماراتي، المأخوذ عن رواية “ريتاج” للكاتب حمد الحمادي، نسبة مشاهدات عالية تعتبر الأولى من نوعها لعمل درامي إماراتي، وحظي المسلسل الذي يبث يومياً في رمضان على شاشة تلفزيون أبوظبي باهتمام واسع، وهو أمر كان متوقعاً بنسبة 95 % بالنسبة لمنتج العمل وأحد أبطاله، الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم، الذي أعرب عن فخره أن يكون ممثلاً ومنتجاً، في العمل؛ حيث اعتبره مهمة وطنية تسهم في فضح تنظيم “الإخوان” السري الإرهابي، وأعضائه الذين يخونون شعبهم ووطنهم ويخططون لتدميره.
ويقول غلوم في حواره مع “الخليج”: إن “خيانة وطن” يعتبر تجربته الثانية مع الكاتب إسماعيل عبدالله والمخرج أحمد المقلة.
ويعتبر “خيانة وطن” المسلسل الأكثر متابعة حتى الآن في تاريخ الدراما الإماراتية، وهو الأمر الذي قاد الكثيرين للحديث عن الإنتاج الضخم والجهود الكثيرة التي بذلت ليخرج بهذه الصورة، لتتردد أحاديث كثيرة حوله كأضخم إنتاج إماراتي.
من هذه النقطة بدأ حوارنا مع الدكتور حبيب غلوم، الذي أكد هذه المعلومة، مشيراً إلى أنه العمل الأضخم من حيث “اللوكيشنات” والممثلين، إلا أن موازنته لا تختلف عن موازنة أي عمل درامي عادي ولا يزيد على موازنات المسلسلات الأخرى، إلا أنها وضعت كاملة لخدمة هذا العمل، صرفت بالكامل عليه، حتى يخرج بهذا الشكل اللائق، الذي يتناسب وقيمة الإمارات وصورتها وشعبها.
ويضيف غلوم أنهم استخدموا تقنيات أكبر في المسلسل، مشيراً إلى أنها تقنيات موجود ومتوافرة، إلا أن طريقة استخدامها تتوقف على مخرج العمل، فأحمد المقلة بتجربته الجديدة، استطاع أن يستثمر الكاميرا الطائرة، والسيارة “الكرين”، التي تستخدم في تصوير الشوارع، بالتعاون مع “دي فيلم”، وهي جميعها إمكانات وكاميرات موجودة في الدولة، إلا أن الطاقم في بعض الأحيان يكون أقل مستوى من التقنية الحديثة، لكن ما حدث في حالتهم، أن طاقم العمل من داخل الدولة وخارجها، كانوا على قدر كبير من المسؤولية، بحسب غلوم، الذي يضيف أنهم تمكنوا من توفير جودة في الصورة والصوت وهو الأمر الذي ينعكس على المشاهد، فالناس يبحثون عن الجودة.
ومعروف عن المقلة، أنه مخرج متميز ويدقق في كل شيء، ويمكن أن يقضي يوماً كاملاً في إنتاج مشهد واحد، وفي هذه التجربة الثانية معه، كنا ننتج 4 مشاهد في اليوم للحصول على الجودة المطلوبة، وهو الأمر الذي يقلق معظم المنتجين، إلا أنني لم أبد أي قلق إزاء هذه المشاهد الـ 4 اليومية، لأني مؤمن بخبرة المخرج والقيمة الفنية التي يعمل على الحصول عليها، وهو ما كان. ويتابع غلوم: “كمنتج هذه هي التجربة الثانية لي مع الكاتب إسماعيل عبدالله والمخرج المقلة، وهما أصعب اثنان من حيث الاهتمام بتفاصيل العمل، بدأنا التجربة في العام الماضي، ولأنني أدرك القيمة الفكرية والفنية لهما، كررنا التجربة في هذا العمل مجدداً، نظراً لما ميز التجربة الأولى من نضج وثراء”.
وأعرب غلوم عن سعادته بنيله شرف المشاركة مرتين في العمل، كممثل ومنتج، مشيراً إلى أنهم من خلال هذا العمل يقولون كلمتهم التي تعبر عن أهلهم ومجتمعهم، ويردف: “الإمارات قدمت درساً في تقديم عمل درامي، يحترم الذائقة الفنية وطقوس رمضان بعيداً عن التهريج، وفيه استثمار لأوقات الناس بما يعود عليهم بالنفع والفائدة، ففيه جرعة كبيرة من الثقافة المجتمعية والدينية والسياسية، نحن هنا نرد على من يحاربنا ويستهدف وطننا، فكرياً ونقول له إن فهمنا لديننا أنه دين السلام والاعتدال”.
ويبدي غلوم ارتياحه الكبير، لما وجده العمل من قبول كبير، مشيراً إلى أنه تنبأ بهذا القبول والنجاح، ففي العادة عندما يخططون لدخول أي عمل فني تكون أمنياتهم بأن يكسب 50 % من الجمهور، ويضعون في الحسبان أن هنالك من يرفض سواء كان العمل كوميدياً أو تراجيدياً، إلا أنهم في “خيانة وطن”، بدأوا الإنتاج وهم يضمنون 95 % من الجمهور وفقاً لما يؤكد عليه غلوم، مشيراً إلى أن حصول العمل على 48 مليون مشاهدة في حلقته الأولى يعتبر مكسباً للحركة الدرامية الإماراتية، وله كفنان، وللجهات المعنية بتقديم هذا العمل، وهو ما يدلل على أن هنالك من يعمل بشكل حقيقي لتعرية التنظيمات السرية الإرهابية، التي نقول لها من خلال العمل أنها لا يمكن أن تمحو ذاكرتنا وجهود آبائنا هكذا ببساطة، وهو الحديث الذي ورد في المسلسل على لسان خلف بن ثاني.