العدد 2793
الثلاثاء 07 يونيو 2016
banner
أحمد عمران
أحمد عمران
“شســــالفـــة الروبيــة؟”
الثلاثاء 07 يونيو 2016

مازالت كلمة “روبية” ذات الأصل الهندي تطلق على عملتنا النقدية وبالخصوص فئة 100 فلس، بل أصبحت “الروبية” كلمة يتوارثها المواطنون جيلا بعد جيل، ومن الملاحظ أن الأطفال في مجتمعنا البحريني أول ما يتعرفون من الأموال النقدية “الروبية” ويستخدمونها في معاملاتهم الشرائية البسيطة التي تبدأ من الروبية إلى التسع روبيات، وفي الواقع نادرا ما نسمع أطفالا يستخدمون كلمة الفلس على العملة المعدنية. ومن الملاحظ أيضا أن الروبية متربطة ارتباطا وثيقا بالخبز والطحين حتى أصبحت الروبية عملة الخبز المتداولة في البلاد ولو وقفت عند أي معمل من معامل الخبز في البحرين لن تسمع ذكرا للفلس وستلاحظ أن الروبية هي الكلمة الرائجة في أوساط زبائن الخباز، حتى أنك لو طلبت خبزا بمئة فلس فإن عامل الخبز سيتأكد منك مرة أخرى وسيقول لك أتقصد خبزا بروبية.
وعندما ننظر إلى تاريخ استعمال الروبية في البحرين وفي الخليج بشكل عام فسنجد أن الاستعمال بدأ من القرن العشرين وذلك بسبب تعامل تجار الخليج مع الهند بشكل كبير في تجارة اللؤلؤ الطبيعي وفي مختلف البضائع، حيث كانت العملة الهندية هي العملة الرسمية في البحرين ودول الخليج وفي العام 1958م أعلنت الحكومة الهندية اسصدارها روبية ورقية خاصة للخليج تختلف عن الروبية الهندية في المواصفات وتتشابه في سعر الصرف وتختلف معها في اللون حيث كانت باللون الأحمر بينما الروبية الهندية باللون الأزرق.
وبعد الاستقلال عن بريطانيا استبدلت الكويت الروبية الخليجية بعملتها المحلية (الدينار الكويتي) عام 1961م ثم تلتها البحرين بالدينار البحريني عام 1964م ومن بعدها توالت الدول الخليجية بالتخلي عن الروبية واستبدالها بالعملات المحلية وكان آخرها عمان التي استمرت باستخدام الروبية الخليجية حتى عام 1970 عندما استبدلتها بالريال العماني.
والمستغرب أنك عندما تزور بلدان الخليج لن تجد استخداما لكلمة الروبية إلا في البحرين بالرغم من أن دول الخليج استعملت الروبية في السابق، فمتى ستغيب كلمة الروبية الهندية عن عملتنا الوطنية؟ ومن المعروف في بلدان العالم أن العملة أحد أركان الهوية للبلد ولذلك من المهم جدا أن نفخر بالعملة المحلية وأن نعزز روح الهوية الوطنية البحرينية. وفي اعتقادي أن المسؤولية هنا تتحمل عاتقها ثلاث جهات رئيسية هي الأسرة والمدرسة والإعلام المحلي المقروء والمسموع والمرئي. فلو أن الوالدين عودا أطفالهما على استخدام الفلس منذ صغرهم لغابت الروبية عن الاستخدام، ولو أن الطلاب في المدارس تعلموا تاريخ العملة الوطنية من المرحلة الابتدائية لما استخدموا الروبية في تعاملاتهم، ولو أن الإعلام قام بدوره في نشر هذه الثقافة الوطنية وتصحيح ما هو شائع  بين المواطنين لما وجدنا لروبية الهندية رواجا في مجتمعنا البحريني.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية