يقول الخبر: (استبق النواب انتهاء دور الانعقاد الثاني الذي من المقرر رفعه 1 يونيو المقبل بالغياب من جلسة الثلاثاء إذ اعتذر عن الجلسة 13 نائبا ما بين معتذر لمشاركته في مهمة رسمية وحالة وفاة فيما لم تذكر أسباب غياب البقية).
للعلم... صبر المواطن من تصرفات بعض النواب اخذ في النضوب والحنق عليهم يشتد اكثر فأكثر وطفح الكيل منهم، ومن الطبيعي ان يتغيبون قبل انتهاء دور الانعقاد الثاني لأنهم يقفون على ارض بالغة الهشاشة والجزء الثاني من المناورة انتهى ويستعدون للمناورة الثالثة ثم الرابعة وأخيرا ستتدفق علينا خزائن التصريحات “اللي ما لها معنى”. انتهى دور الانعقاد الثاني ولم يحتل المواطن البسيط مكانا خاصا في قلب بعض النواب وعملوا بطريقة تختلف عن الاصول وسقطت همومنا ومشاكلنا وطلباتنا من حساباتهم واعتبروها مجرد كماليات يتحدثون بها للبهرجة الاعلامية فقط!
شخصيا كمواطن عادي لم استفد أي شيء ولم أجد تفاعلا مع مشاكلي وأمنياتي وطلباتي ولم أجد من يدافع عني ويتحدث بلساني، بل ما حصدته فراغ وتصنيع متسارع لحب الظهور واقتسام الكعكة وثرثرة طويلة وقاسية وغياب متواصل عن طرق بابي والسؤال عن احوالي .
هناك فرق بين مجرد حمل صفة نائب اسميا وبين ان يكون النائب بالفعل مدافعا عن الشعب ويتحدث بلسانهم ويسعى بكل ما عنده من ادوات دستورية لتحقيق تطلعاتهم المستقبلية. هناك فرق بين النائب الذي يؤمن بالجهد والعمل الجماعي والنقد والتصويب من اجل مصلحة المواطن، وبين النائب الذي يرفض هذا الدور ولا يحترم مشاعر المواطن ويعمل منعزلا عن الآخرين ويطبق مبدأ الأخذ دون العطاء. لا يمكن مقارنة نائب يتفاعل تلقائيا مع مشاكل المواطنين ويسعى لخدمتهم وبين نائب تسيطر عليه روح الأنانية وهي على فكرة سمة تجعله سريع العطب والسقوط والتدمير.
خلال هذا الدور “جفنا ومحد قالنا” بعض النواب يتمتعون بجميع المزايا والتسهيلات ولكنهم قالوها بشكل غير مباشر ان المواطن ليس من اختصاصنا ونحن لا نملك اية سلطة. عزفوا عن خدمتنا واستبدلوا شعاراتهم التي لم تدم طويلا وتمردوا على الواجب الاخلاقي والتفتوا للأرصدة وأوراق التقاعد ولو كان بودهم لسحبوا ما تبقى من سنوات في عمر هذا المجلس ليذهبوا إلى بيوتهم دون أن يتعقبهم أحد.
تجربة عشناها معهم خلال الدور الثاني وجدنا خلالها أساليب مضحكة وأخرى تثير الشفقة، والمصيبة ان بعضهم كان يتصور انه وصل الى مستوى الكمال وأنه صاحب عمل مثابر من اجل التطور وخدمة الناس، مع انه لم يتقدم خطوة الى الامام وظل يدفع بالصيغ الاستفزازية ودخول المعارك مع البقية وهذا يعرف بأسلوب العاجزين. على جميع المستويات وهذا رأيي الشخصي كان اداء المجلس ضعيفا والمصادمات التي لا تنفع غلبت على مصلحة الوطن والمواطن وكان هذا واضحا على الدوام ، فهل يا ترى سنشهد في المرحلة القادمة طرازا جديدا من المصادمات ومتابعة السير نحو المصالح الشخصية على حساب المواطن.. الله أعلم؟.