+A
A-

النجمة في “الديربي” عاد بذكريات الآسيوية

علي مجيد
لم يكن أكثر المتفائلين من النجماوية يظنون بأن فريقهم سيتلاعب بغريمه التقليدي الأهلي “أداءً ونتيجة” في ظل وجود كوكبة الأسماء لدى الأخير مقارنة بأسماء فريقه التي لا تقل شأنًا هي الأخرى ولكنها تفتقد لعنصر مهم ومؤثر متمثل في علي عيد، وأيضًا بسبب المستويات التي ظهر بها خلال الجولات الثلاث الماضية.
فما قدمه لاعبو النجمة طيلة الـ 60 دقيقة في “الديربي” أعاد بنا لذكريات البطولة الآسيوية للأندية، والتي احتل فيها الفريق المركز الثاني، بعدما ظهر بمستويات ونتائج لافتة للغاية أمام فرق تفوق الأهلي وغيره، مدعمة بلاعبين من الطراز الثقيل عربيًّا وأوروبيًّا. بكل تأكيد السر فيما حققه النجمة أمام الأهلي يعود للروح القتالية التي تسلح بها لاعبوه ورغبة تقديم المستوى اللائق بسمعة الكرة النجماوية، وأيضًا الحفاظ على سمعتهم وخصوصًا أن المباراة مهمة بالنسبة لهم كونها تجعلهم إما أن يستمروا في المنافسة على التأهل للمربع الذهبي والحفاظ على لقبهم وإما الدخول في دوامة الحسابات التي قد تعصف بهم خارج البطولة.
حقيقةً، إذا ما قارنا أسماء لاعبي الأهلي بالنجمة فـ”القاصي والداني” سيقول إن الأصفر له الكلمة العليا، ولكن وكما ذكرنا سابقًا بأن الملعب وما سيقدمه الفريق هو الفيصل لتحديد هوية الفائز. ففي الشوط الأول قدمت يد “الرهيب” درسًا كبيرًا في الانضباط والالتزام التكتيكي، كما أن اللاعبين ظهر عليهم الثقة والإرادة والرغبة في خوض هذه المعركة لإثبات إمكاناتهم وأفضليتهم، وفعلاً ظهر ذلك منذ الدقيقة الأولى والتي قدم فيها الفريق بدءًا من الحارس محمد عبدالحسين بتألقه في المرمى وخط دفاعه بوجود علي ميرزا وحسين بابور وحسن محمود وبلال بشام وعلي فريد وحسن شهاب، والذي أحكم قبضته على غالبية كرات الأهلي الهجومية ولم يعطه الفرصة لتحقيق مراده بهز شباكه، وعلى الصعيد الهجومي فكان الحديث الأبرز وخصوصًا بعد تعملق “الأنيق” علي ميرزا (الأهلاوي السابق)، الذي تفنّن وأبدع بتصويباته الدقيقة في شباك الحارس صلاح عبدالجليل والتي لم يستطع الأخير بدفاعه أن يتصدى لها، وبجانبه حسين بابور الذي تألق بتصويباته الصاروخية “بعيدة المدى” هذه الأمور أعطته الأفضلية لإنهاء حصته الأولى بفارق 9 أهداف. أما الشوط الثاني، فالفريق لم يقدم المستوى نفسه بسبب ضياع الفرص الكثيرة والأخطاء التي وقع بها فضلاً عن عدد الإيقافات التي طالت لاعبيه، ولكنه استطاع أن يحافظ على تقدمه بالنتيجة والخروج منتصرًا بجدارة واستحقاق.
فما قدمته يد “الرهيب” في هذه المباراة أعطت مؤشرًا بأن الفريق قادم بقوة بفضل سواعده الشبابية، وأنه لا يتأثر بأي نقص يحدث في فريقه ولا يهاب خصومه، كما أشار كابتن الفريق حسن محمود قبل اللقاء بأن الفريق إذا ما ظهر بمستواه الحقيقي وتركيزه فلا يوجد فريق يستطيع إيقافه وهذا ما حدث تمامًا.