+A
A-

هذا خَلِيفَةُ قد عَلَتْ في المَجدِ قَامَتُكُم - قصيدة -

قصيدة مهداة إلى مقام رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سَلمَانَ آل خليفة.

هَذِي بِلادِي التِي بِالرُّوحِ أَفدِيها
أُجِلُّها كَيفَ ما كَانَت ومَن فِيها
بَحرَينُ أنتِ الهُدَى إن تِهتُ في سُبُلي
كَم من حَكَايا غَرَامٍ عَنكِ أَروِيها
بَحرَينُ أنت المُنَى، لا تَعجَبَنَّ إِذَا
أَبياتُ شِعرِي غَدَتْ وَردَاً قَوافِيها
إِنِّي أَهِيمُ بِأَرضٍ طَالما عُرِفَت
بِالطِّيبِ والنُّبلِ فِي أَنقَى مَعانِيها
أرضٌ تَجَلَّى بِها مَعنى الوِئامِ فَلا
يَعلُو عَلَيْهِ سِوى أخلاقُ أَهلِيها
نَالَت مِن المَجدِ في العَلياءِ مَنزِلةً
مَن ذا عُلُوَّاً وأَمجَاداً يُدَانِيها؟
مَن شَاءَ أن يُدرِكَ البحرين منزِلةً
فَليَأتِ عَزمَ الَّذِي بِالعِزِّ يَبنِيها
إن شِئت أَن تَعرِفَ البَحرَينَ عَن كَثَبٍ
وَنَهضَةً قَد عَلَتْ فَخرَاً مَعانِيها
فسأل خَليفةَ، لا تَسأَل سُواهُ فمن
غَيرُ المؤَسِّسِ يَدري بالذِي فيها
فَهوَ الذِي مَنَحَ البَحرَينَ سُؤدَدَها
ويَعرِفُ الأَرضَ أَدنَاها وعَاليها
وَيَعرِفُ النَّاس إِنْ قَامُوا وَإِن قَعَدوا
إِلى طَريقِ العُلا والمَجدِ يَهدِيها
فَهوَ الَّذِي تَعرِفُ البَحرَينُ بَصمَتَهُ
فَكَيفَ لا تَعرِفُ الأَشْجَارُ سَاقِيها
تِلكَ المَحافِلُ لا تَعلُو بِمَا حَفِلت
مَا لَمْ يَكُن أسمُكُم يَعلو نَوادِيها
أَبَا عَليٍّ أَرَى الأَبطَالَ ما بَرِحَت
تَشدُو بِذكرِكَ يُمنَاً فَهوَ يُعلِيها
نَهجاً رَسَمتُم لَنَا تُحيِي بِهِ سُنَنَاً
فَكُلُّ سُنَّةِ حَقٍّ أَنْتَ تُحيِيها
يَبقَى مَدِيحِي وَشِعرِي دُونَ قَامَتِكُم
ما كان ذَلِكَ إِسرَافاً وَلا تِيها
هَذَا خَلِيفَةُ وَالأَفعَالُ شَاهِدةٌ
وَلَستُ مُنكِرُها أَو كُنتِ نَاسِيها
فَهوَ الَّذِي إِن لَفَى الأَعدَاءُ يَقهَرُهُم
بِكُلِّ عَزمٍ قَوَيٍّ مِنْهُ رَامِيها
كَمْ زُمرَةٌ قَد أَرادَت فَتَّ وِحدتِنا
عَادَت بِذُلٍّ وَقَدْ خَابَت مَرَامِيها
هَذَا خَلِيفَةُ وَالبَحرَينِ تَعرِفهُ
وَكَيفَ لا وَهُوَ بَانِيها وَحَامِيها
إِنَّا، خَلِيفَةُ أَحرَارٌ وَمِن شِيَمِ الـ
أَحرَارِ أَن تَقتَدِي دَومَاً بِرَاعِيها
فَطِبْ جَنَانَاً فَإِنَّا يا خَلِيفَةُ قَدْ
بِعنَا النُّفُوسَ دِفَاعاً عَن أَرَاضِيها
وَأَنْتَ قُدوَةُ من كَانَت لَهُم شِيَمٌ
يَحمُوا حِماها، يُعَادُوا مَن يُعادِيها
خَلِيفَةٌ قَدْ عَلَتْ في المَجدِ قَامَتُكُم
وَلَيسَ يَقدِرُ شَخصٌ أَن يُجَارِيها



د. عبد الله بن أحمد منصور آل رضي