العدد 2739
الخميس 14 أبريل 2016
banner
بروح رياضية حسن علي
حسن علي
من يوقف نزيف الصحافة الرياضية؟
الخميس 14 أبريل 2016


ارتفعت حصيلة الزملاء الصحفيين الرياضيين المسرحين من وظائفهم بالأقسام الرياضية التابعة للصحف المحلية إلى عشرة تقريبا منذ مطلع العام الجاري 2016 لتعيش الصحافة الرياضية هذا العام أسوأ أيامها بإلغاء الملاحق وتقليص الصفحات الرياضية إلى أكثر من النصف.
صمت مطبق وتخاذل واضح من الأسرة الرياضية حيال تلك الأزمة التي عصفت بالأقسام الرياضية ودفعت أحد رؤسائها للاستقالة؛ دفاعاً عن موظفيه ليسجل موقفاً مشرفاً يعلن من خلاله تضامنه مع محرريه.
فمن يظن أن الاستغناء عن المحررين في أي صحيفة محلية هو شأن داخلي خاص بها، فهو مخطئ، فالموضوع أكبر من إنهاء خدمات صحافي وقطع رزقه بجرة قلم، وإنما له انعكاسات سلبية على واقع الحركة الرياضية والإعلامية لما للصحافة من دور تنويري وتوعوي؛ بوصفها عنوانا لتقدم الأمم ورقيِّها وازدهارها.
لقد كان للصحافة الرياضية برجالاتها السابقين والحاليين دور بارز في تعزيز مسيرة العمل الرياضي من خلال تبنيها العديد من القضايا عبر النقد البناء، وإبراز الإنجازات ومساهمتها الفاعلة في إنجاح مختلف الأحداث والفعاليات التي تستضيفها المملكة، ودعم المنتخبات الوطنية، وإبراز المواهب ودعم الكفاءات المحلية لبلوغ أعلى المناصب الخارجية، وفتح المجال أمام مختلف الهيئات الرياضية الحكومية والأهلية لإبراز أنشطتها وفعالياتها من منطلق الشراكة بما يخدم الأهداف الوطنية، وتفخر الصحافة بأن جميع العاملين فيها هم من أبناء الوطن، فكيف يكافأون بهذه الطريقة؟
من خلال تجارب سابقة لا يمكن أن نعول على جمعية الصحفيين في إيجاد حل لزملائنا سوى إصدار بيانات منمقة لتسجيل المواقف فقط، ولذا فإنني أوجه ندائي إلى وزارة شؤون الإعلام وقادة العمل الرياضي في المملكة؛ للتدخل ووضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، فالرياضة المحلية ستكون المتضرر الأكبر من ورائها؛ لأنها ستفتقد ميزة التنوع في التغطيات الصحفية وتعدد الآراء ووجهات النظر، وسيؤدي إلى تراجع المحتوى الصحفي كمًّا ومضمونًا بصورة أكبر.
وندعو جميع المسؤولين الرياضيين أن يتذكروا جيداً بأن هذه الصحف هي من أفردت لهم المساحات لنشر أخبارهم وتصريحاتهم، والزملاء المسرحون كانوا سببا في نجاح فعالياتهم وأنشطتهم والاهتمام بأخبارهم وإبرازها، والعلاقة بين الطرفين تكاملية، فكيف نقبل بأن يتم تسريحهم بتلك الطريقة وهم من خدموا الإعلام الرياضي، وكانوا ركيزة أساسية في الارتقاء بواقعنا الرياضي، لدرجة أن الصحافة وبما تقدمه من مضمون وتغطيات صحافية تفوقت على واقعها الرياضي المرير، وشكلت تأثيراً أقوى من أي وسيلة إعلامية أخرى على مستوى المملكة، ومن يقرأ الصحافة الرياضية كان يجد اهتماماً واضحاً بأبسط الفعاليات الرياضية سواء على مستوى الألعاب الفردية والجماعية. فهل نجد لندائنا آذانا صاغية لإيقاف نزيف الصحافة الرياضية؟
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .