+A
A-

أذربيجان تقرر وقف القتال في إقليم ناجورنو - قرة باغ

يريفان - رويترز: قالت أذربيجان أمس الأحد إنها ستوقف القتال مع قوات مدعومة من أرمينيا حول إقليم ناجورنو-قرة باغ المتنازع عليه بعد يومين من الاشتباكات التي أسقطت عشرات القتلى وأطلقت دعوات دولية لوقف إطلاق النار.
ويدير الإقليم الذي يقع داخل أذربيجان، لكنه تحت سيطرة الأرمن شؤونه بدعم عسكري ومالي قوي من أرمينيا منذ انتهاء حرب انفصالية في العام 1994. لكن الموقف على طول “خط الاتصال” المضطرب تدهور خلال الأسابيع الماضية، إذ اندلعت أعمال عنف جديدة السبت خلفت قتلى كثيرين من الجانبين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في أذربيجان قولها “بعد الأخذ في الحسبان... مناشدات المنظمات الدولية قررت أذربيجان وقف الأعمال العسكرية الانتقامية من جانب واحد وسوف يتم تعزيز المكاسب التي تحققت على الأرض”.
لكن المسؤولين في ناجورنو-قرة باغ قالوا إن حدة القتال لم تخف. ونقلت وكالة إنترفاكس قول متحدث باسم القوات الانفصالية “في اللحظة الحالية العمليات القتالية مستمرة”.
وأضاف “في الأربع والعشرين ساعة الماضية أعلنت أذربيجان مرتين وقفا للعمليات القتالية لكن الحقيقة والوضع الآن أنه لم تتخذ خطوات عملية من جانبهم”.
وأعلنت أذربيجان والجانب المدعوم من أرمينيا عن سقوط ضحايا من المدنيين وتبادل الطرفان اتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بالعام 1994 في مؤشر على أن الصراع المستمر منذ عقدين وخلف نحو 30 ألف قتيل لا يزال عصيا على الحل السلمي.
وقالت وزارة الدفاع الأذرية إن قواتها دمرت عشر دبابات للانفصاليين وقتلت أعدادا كبيرة منهم خلال الليل. وقال جيش ناجورنو-قرة باغ إن خسائره أقل من ذلك بكثير وإنه دمر 14 دبابة وخمس عربات مدرعة للجيش الأذري في الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وتمر عبر منطقة جنوب القوقاز خطوط أنابيب نفط كثيرة وتقع بين بحر قزوين والبحر الأسود مما يجعل استقرارها هدفا استراتيجيا كبيرا لأذربيجان ودول كبيرة منتجة للنفط والغاز في المنطقة.
وتلعب روسيا التي تنشر قوات ومقاتلات وطائرات هليكوبتر هجومية في شمال أرمينيا دور الوساطة في الصراع بإقليم ناجورنو قرة-باغ وتحركت السبت لوقف العنف.
وحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطرفين على الالتزام فورا بوقف إطلاق النار كما تحدث وزيرا الخارجية والدفاع الروسيان مع نظرائهم في أرمينيا وأذربيجان.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المكتب الصحفي الرئاسي في أذربيجان قوله إن تركيا القوة الأخرى الكبيرة بالمنطقة إلى جانب روسيا عبرت عن تأييدها لتصرفات باكو.
وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدعم أذربيجان في صراعها مع أرمينيا على المنطقة الانفصالية “ناغورني قرة باخ”.
وخلال زيارته للولايات المتحدة، قال أردوغان لصحافي من أذربيجان: “سندعم أذربيجان حتى النهاية”، حسبما أكدت الرئاسة التركية، أمس الأحد. وقتل 30 جندي وطفل واحد على الأقل، إثر اندلاع معارك عنيفة السبت بين أرمينيا وأذربيجان على في إطار النزاع على “ناغورنو كراباخ”، وهي أسوأ أزمة منذ الحرب الشاملة هناك التي انتهت العام 1994. ولم تحرز سنوات من المفاوضات أي تقدم يذكر في حل النزاع الإقليمي، وتسبب الصراع أيضا في ضربة اقتصادية لأرمينيا بسبب إغلاق تركيا لحدودها معها، ما جعل حدودها مفتوحة فقط مع جورجيا وإيران.
وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن تقارير استخدام الأسلحة الثقيلة في الصراع وسقوط ضحايا من المدنيين.
وقال متحدث باسم المنظمة الدولية في بيان في وقت متأخر السبت “يحث الأمين العام كل الأطراف المعنية على وضع نهاية فورية للقتال والالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار واتخاذ خطوات عاجلة لنزع فتيل الموقف”.