+A
A-

ثوابت المرشد الأعلى - مقال -


في الوقت الذي تعاني فيه شعوب ودول المنطقة من تبعات وآثار سياسة تصدير التطرف الإسلامي والإرهاب من جانب النظام الديني المتطرف في طهران وكذلك التدخل في شؤونها، فإنه في الوقت نفسه يتباهى ويتفاخر المرشد الأعلى للنظام بكل ذلك ويعتبره من ثوابت نظامه.
خامنئي الذي يبرر تصديره التطرف الإسلامي والإرهاب الى فلسطين واليمن والبحرين ويتدخل في شؤونها، ويعتبرها دعما لما يصفه بقضية الشعوب المظلومة في فلسطين واليمن والبحرين، يتكلم بطريقة وكأن الشعب الايراني يرفل في العز والنعيم ولا يعاني أية مشاكل وأزمات، في الوقت الذي يعلم فيه العالم كله أن معاناة الشعب الايراني تجاوزت كل الحدود وأن أوضاعه المعيشية والاجتماعية وصلت الى أردأ مستوى باعتراف قادة ومسٶولي النظام نفسهم.
ونحن نعيش الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة السورية ضد الحكم الدكتاتوري لبشار الأسد، ونتابع الجرائم والمجازر المروعة التي يشارك نظام ولاية الفقيه في إيران بارتكابها ضد الشعب السوري، فإننا في نفس الوقت نسمع على لسان خامنئي نفسه تفاخرا بدعم الشعب السوري والوقوف الى جانبه، ويبدو أن البراميل المتفجرة التي يلقيها نظام الأسد على الشعب السوري الاعزل وكذلك القصف الصاروخي والمدفعي المركز على الاحياء والمناطق السكنية، كل ذلك يبدو في نظر خامنئي دعما ومساعدة للشعب السوري، وقطعا لا يجب أن نتعجب أو نندهش من ذلك أبدا فهذا هو منطق الطغاة والمستبدين، لكن هذا الكلام غير الواقعي والابعد ما يكون عن الصدق، يرفضه الشعب الإيراني جملة وتفصيلا بعد أن حققت المقاومة الايرانية نجاحا كبير في توعية الشعب الإيراني وبيان الآثار السلبية للتدخلات السافرة للنظام في دول المنطقة، ولذلك فإننا نجد اليوم أن هناك مطلبا شعبيا إيرانيا يدعو للكف عن التدخلات في دول المنطقة.
منطق خامنئي الذي يحاول من خلاله تبرير تدخلات نظامه الإجرامية السقيمة في بلدان المنطقة، والحق أن هذا النظام وكما تصفه سيدة المقاومة الايرانية مريم رجوي، أنه “نظام عائد إلى العصور الوسطى” وأن ما يحفزه ويحركه هو تأجيج الحروب وإشعال نار الفتن الطائفية ويفتقر الى القابلية والقدرة لتلبية مطالب الشعب، ولذلك فإن اعتبار جرائم ومجازر النظام في المنطقة بمثابة ثوابت لخامنئي أمر يجب أن ننتظره ونتوقعه منه.



فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.