العدد 1804
الأحد 22 سبتمبر 2013
banner
وفاة الطفل راشد هزت مشاعر الجميع
الإثنين 20 مايو 2024

من جديد تعرض الرأي العام البحريني إلى صدمة أوجعت القلوب وحركت في الناس مشاعر الغضب، وهي وفاة الطفل راشد في حافلة إحدى المدارس الخاصة نتيجة للإهمال المسيء الذي يندى له الجبين حياء.
عاملة النظافة المسؤولة عن مرافقة التلاميذ لا يعنيها من الذي صعد إلى الحافلة ولا من الذي نزل منها ولا عددهم، وكأن هؤلاء ليسوا أطفالا صغارا معرضين للنوم.
مسألة النوم هذه لم تخطر ببال المرافقة لأنها ببساطة عاملة نظافة وليس لديها من الثقافة والمؤهلات ما يجعلها جديرة برعاية أطفال في عمر الزهور.
لو كانت هذه المركبة محملة بالمواشي أو بأية بضاعة أو سلعة لما أخطأ الذين قاموا بتحميلها أو الذين قاموا بإفراغها من حمولتها، فكيف يخطئ المسؤولون عن حافلة مدرسية تحمل أطفالا صغارا قي معرفة عدد الذين ركبوا والذين هبطوا من هذه الحافلة؟.
صحيح أن الوصف القانوني لوفاة هذا الطفل هو التسبب في قتل بالخطأ، ولكن من وجهة نظري هذه جريمة، وهذا الخطأ تماما مثله مثل العمد لأن المجني عليه طفل له أن ينال الرعاية الكاملة من كل من يحيطون به، سواء في المنزل أو في الحافلة أو في فناء المدرسة، فهو دائما يكون تحت أعين الكبار.
إن أبسط الأشياء أن يكون لدى هذه المرافقة قائمة بأسماء هؤلاء الصغار الذي تشرف عليهم تقوم من خلالها بمعرفة من الذي صعد إلى الحافلة ومن الذي هبط منها، فهؤلاء أطفال صغار وليسوا عقلاء، وحتى الكبار أنفسهم معرضون لأشياء كالتي حدثت لهذا الطفل.
لو كانت مهمة هذه المرافقة هي مجرد الجلوس على المقعد والسماح للتلاميذ بالصعود إلى الحافلة والتنبيه عليهم بالنزول عند الوصول إلى المدرسة، لما كانت لوظيفتها أهمية، فالسائق يمكنه القيام بذلك بنفسه.
هذه القضية بهذه التفاصيل المخجلة لا ينبغي أن يتم التعامل معها كقضية عادية، ولكن لابد لكل الجهات التي يهمها الأمر أن تعتبر ما حدث بداية جديدة لمراجعة الأوضاع الخاطئة المتعلقة بالمدارس الخاصة التي لا يعنيها سوى جمع المال بكافة السبل.
ما حدث واقعة لا مثيل لها إلا في أفلام السينما، والصدمة لم تصب والد الطفل ووالدته فقط ولكنها أصابت كل الآباء والأمهات، فكل شخص قد وضع نفسه مكان هذا الأب أو مكان هذه الأم المكلومة وانعصرت نفسه حزنا عليه.
ولابد إذا أن يتجاوز العقاب ذلك الوصف القانوني الذي يصدر عن رجال القانون إلى فتح ملفات أخرى كثيرة فيما يتعلق بنظام العمل في هذه المدارس.
فإسناد مهمة مرافقة التلاميذ إلى عاملات النظافة مصيبة لابد أن يكون لها أخوات وحتما هناك مصائب أخرى كثيرة لم تكتشف بعد.
ما نقوله ليس عن قسوة أو عداوة لأصحاب هذه المدارس ولكن الذي حدث شيء لا يمكن السكوت عليه، لا يمكن السكوت عليه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .