العدد 1776
الأحد 25 أغسطس 2013
banner
إدارة أوباما المرتبكة
الإثنين 20 مايو 2024

من الواضح أن الموقف السعودي القوي الذي تم إعلانه تجاه الوضع في مصر، والمساعدات السخية التي قررتها المملكة، وما تبعها من مساعدات ومواقف مؤيدة من قبل الإمارات والكويت والبحرين، قد زادت من حالة الارتباك التي اتسمت بها إدارة أوباما منذ بداية الأزمة الحالية والتي بدأت بقيام الجيش المصري بعزل الرئيس الاخواني محمد مرسي تنفيذا لإرادة الغالبية من المصريين.
المساعدات الخليجية التي تبلغ 12 مليار دولار أبطلت مفعول العصا الأميركية، بل وأبطلت مفعول الجزرة أيضا، وجعلت أوباما في حيرة ما بعدها حيرة، بعد أن سقطت كل الحسابات التي استندت إليها إدارته،وازدادت درجة التناقض التي طالما اتسمت بها السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
صحيفة الواشنطن بوست الأميركية عبرت بوضوح عن حالة عدم التوازن التي تمر بها إدارة أوباما فيما يتعلق بالأوضاع في مصر، حيث عبرت عن القلق الأميركي من تصريحات الأمير سعود الفيصل التي قال فيها إن مصر هي بلده الثاني وان الأمة العربية غنية بخيراتها وسوف تقف إلى جانب مصر إذا قامت دول الغرب بقطع المساعدات عنها.
وقالت الجريدة ان السعودية تعرض علاقاتها بالولايات المتحدة للخطر بسبب وقوفها إلى جانب مصر، وكأن هذه هي المرة الأولى التي تتضامن فيها السعودية وغيرها مع مصر في اللحظات المصيرية.
أميركا التي عانت من الارهاب، وقالت يوما «من ليس معي، فهو مع الارهاب»، تقف اليوم إلى جانب الارهاب في أسوأ صوره، وهو يهدد مصير الأمة العربية بأكملها، وكأن الارهاب في مفهومها هو الأعمال العدائية الموجهة ضدها او ضد إسرائيل فقط، اما مصائر بقية الأمم فلا قيمة لها لدى أميركا، ولا بأس لديها في أن تطلق يد هذا الارهاب وتمده بالمال والتأييد!.
الواشنطن بوست تقول إن السعودية تعرض سمعتها للخطر كدولة زعيمة في المنطقة، وتعرض علاقاتها بالولايات المتحدة للخطر، وكأنها لا تعرف أين يكمن الخطر الأكبر الذي تخشاه السعودية وغيرها من الدول العربية!.
ماذا تساوي العلاقات الاستراتيجية بالولايات المتحدة إذا كانت تلك الأخيرة تطلق على الأمة جحافل الارهاب اللعين ليدمر الأخضر واليابس؟.
إدارة أوباما، من أجل مصالح أميركا ومصالح إسرائيل، تريد أن تضع العالم العربي كله في قبضة جماعة الإخوان الارهابية المتحالفة معها، دون أدنى اعتبار لإرادة الشعوب العربية، وهي التي حاصرت حركة حماس الإخوانية يوما بعد أن نجحت في الانتخابات الفلسطينية وظلت تضغط عليها حتى دفعتها إلى الانشقاق لتزداد الحالة الفلسطينية تمزقا.
الهدف واحد على ما يبدو، فالهدف هو تمزيق الأمة العربية، فإذا كان التأييد اليوم لجماعة الاخوان في مصر هو الذي يحقق ذلك الهدف غير النبيل، فلا بأس، ولابد أن تقف الولايات المتحدة بعصاها وجزرتها من أجل تحقيق هذا الهدف.
ولكن يبدو أن إدارة أوباما المرتبكة، التي اعتمدت على تقارير سفيرتها الفاشلة، التي يكرهها الحجر والشجر في مصر، لم تدرك ان الجزرة التي تقدمها لمصر لم تعد تساوي شيئا وان مصر يمكنها أن تستغني عن المليار ونصف المليار التي تقدمها كمعونات عسكرية كل عام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية