العدد 1773
الخميس 22 أغسطس 2013
banner
المملكة العربية السعودية.. الكلام لا يكفي
الإثنين 20 مايو 2024

عفوا أيها القارئ، لم ينته الكلام بعد فلابد أن نعود كثيرا للمملكة العربية السعودية ورجالها هذه الأيام،فالمواقف الرجولية المسؤولة تتابع من المسؤولين السعوديين الذين يقدرون جيدا مسؤوليتهم ومسؤولية المملكة التاريخية والأخلاقية والانسانية تجاه الأمة العربية والاسلامية كلها.
ليس هناك كلام يكفي لوصف ما تتخذه المملكة العربية السعودية من مواقف قوية وحاسمة في التصدي للمؤامرة الكبرى المراد تنفيذها ضد ما تبقى من الأمة العربية في هذه اللحظة التاريخية التي هي من أخطر اللحظات في التاريخ الحديث لهذه الأمة، تلك المواقف المتمثلة في أقوال وأفعال رجل اللحظة، خادم الحرمين الشريفين، جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية.
سمو الأمير سعود الفيصل تحدث بوضوح لا لبس فيه ولا غموض، محذرا دول الغرب الساعية إلى توجيه ضربة قاضية للأمة العربية، من خلال ضرب مصر قلب العروبة وتمزيقها، مبينا أن السعودية شعبا وحكومة تقف إلى جانب مصر الشقيقة بكامل قوتها، وأن الأسلحة التي يشهرها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغيرهما من دول كبيرة وصغيرة على مستوى العالم وعلى مستوى المنطقة، هي أسلحة فاشلة ولن تؤدي إلى تركيع مصر لأن مصر ليست وحدها.
سموه كان كعادته على مستوى اللحظة عندما قال إن العرب قادرون على تعويض مصر عن المساعدات التي يلوح الغرب يوميا بقطعها من أجل إخضاع الحكومة المصرية الحالية لمطالبهم فيما يتعلق بترتيبات مستقبل مصر ودور جماعة الإخوان الإرهابية في هذا المستقبل، حيث أذاعت وسائل الاعلام السعودية قول سموه: “من أعلن وقف مساعدته لمصر أو يلوح بوقفها فإن الأمة العربية والإسلامية غنية بأبنائها وإمكاناتها ولن تتأخر عن تقديم يد العون لمصر”.
نكون أو لا نكون، هذا هو الشعار، فالمسألة واضحة وضوح الشمس، فما تقوم به إدارة أوباما وعملاؤها في الشرق والغرب وفي بلاد العرب، ليس مبنيا على سوء تقدير أو قراءة خاطئة للمشهد المصري، ولكن خطة أعدت لمصر ولغيرها من الدول العربية، بما فيها دول الخليج العربي، وهي تنفذ من خلال أدوار وزعت على أطراف معينة، مقابل غنائم معينة سينالها كل طرف، وهذه الأطراف تشمل دولا كبيرة وأجهزة إعلام ودولا صغيرة تمارس دور القوادة السياسية، إن صح هذا التعبير.
لا يمكن بالتالي أن يكون الموقف السعودي غير ذلك، فما تقوم به الدول الكارهة لمصر، في الغرب وفي الشرق، لا يقصد به مصر وحدها، ولا يقصد به تحقيق الديمقراطية والحكم المدني في مصر، ولا يقصد به وقف العنف كما يقولون، ولكن يقصد به هدم ما تبقى من الأمة العربية، وهذا أمر تدركه وترفضه الغالبية من دول الخليج العربي، فدولة الامارات العربية المتحدة ودولة الكويت والبحرين يقفون إلى جوار السعودية بكل قوة في صد هذه المؤامرة الدنيئة التي هي من وجهة نظري آخر معركة يخوضها الساعون لانجاز مشروع الشرق الأوسط المهيض الجناح، المستعبد، الذي لا يملك من أمر نفسه شيئا، والذي يسمونه بلغتهم بالشرق الأوسط الجديد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .